السبت، 27 ديسمبر 2025

الإنفلونزا الخارقة… سيناريو وبائي يختبر العالم

اعداد ومتابعه /م.عماد سمير 
فى عالمٍ اعتاد أن يلتقط أنفاسه بين أزمةٍ وأخرى، يبرز إلى الواجهة سيناريو مقلق يتداوله العلماء ومراكز الأبحاث: سلالة متحورة فائقة من فيروس الإنفلونزا، يطلق عليها إعلاميًا «الإنفلونزا الخارقة».
ليس إعلانًا عن وباء قائم، بل تصور علمي افتراضي يستند إلى معطيات حقيقية حول قدرة فيروسات الإنفلونزا على التحور السريع والانتشار الواسع.
ما الذي يجعلها «خارقة»؟
وفق هذا السيناريو، تمتلك السلالة المتحورة ثلاث سمات خطيرة تجتمع نادرًا:
سرعة انتشار استثنائية تفوق الإنفلونزا الموسمية، نتيجة تحورات في بروتينات السطح.
قدرة أعلى على الإفلات المناعي، ما يقلل من فعالية المناعة المكتسبة سابقًا أو اللقاحات التقليدية.
تأثير أشد على الفئات العمرية النشطة، وليس كبار السن فقط، بسبب استهدافها المباشر للجهاز التنفسي السفلي.
كيف تنتشر عالميًا؟
في عصر السفر المفتوح وسلاسل الإمداد العابرة للقارات، يكفي ظهور بؤر محدودة في مدن كبرى حتى يتحول التفشي إلى انتشار عالمي خلال أسابيع. التجمعات البشرية، النقل الجوي، والتفاوت في أنظمة المراقبة الصحية، كلها عوامل تُسرّع السيناريو.
هل العالم مستعد؟
الدرس الأكبر من الأوبئة السابقة أن الاستعداد أهم من رد الفعل.
في هذا السيناريو، يتطلب الاحتواء:
أنظمة إنذار مبكر ورصد جيني سريع.
تحديث مرن للقاحات يعتمد على المنصات الحديثة.
شفافية إعلامية تمنع الذعر وتواجه الشائعات.
تعاون دولي لا يعترف بالحدود السياسية.
بين الخيال والتحذير
قد تبدو «الإنفلونزا الخارقة» مادة خصبة للخيال العلمي، لكنها في جوهرها تحذير علمي واقعي: الفيروسات لا تتوقف عن التطور، والعالم لا يملك رفاهية الاطمئنان الدائم.
التهديد ليس في السلالة المتخيلة بقدر ما هو في التقاعس عن الاستعداد.
تحذير:
ليست كل الأوبئة تبدأ بجرس إنذار عالٍ، وبعضها يولد في الصمت.
وسواء تحقّق هذا السيناريو أو لم يتحقق، تبقى الحقيقة الثابتة:
الصحة العالمية أمن قومي، والعلم هو خط الدفاع الأول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot