الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025

الرد الكافي علي المؤرخ مصطفي الهواري

✍️بقلم: الكاتب مؤمن ماهر أبودقنة  
الرد الكافي علي المؤرخ  مصطفي الهواري 
قام الهواري في تاريخ 5أغسطس سنة 2020 بنشر مقالة يخلط فيها النسب والتاريخ، حيث بدأ المقال بذكر أن "العرابة إحدى بطون هوارة بالصعيد المصري" ثم يبني عليها بقية السرد. والواقع التاريخي يقول غير ذلك: هوارة قبيلة (بربرية/أمازيغية) الأصل، من بطون البرانس أو لواتة في المغرب، تعرّبت مع الزمن، ثم انتقلت إلى برقة، ثم إلى برّ مصر، واستقر قسم منها في الصعيد في عصر المماليك الجراكسة في القرنين الثامن والتاسع الهجريين. ابن خلدون يصرّح أن هوارة من البربر القدامى، وأن ادعاء بعضهم النسب اليمني إنما هو (جهل بالأنساب أو تزين بالعروبة)، لا حقيقة نسبًا 
انتشر مقال للهواري بعنوان "قبيلة العرابات بسوهاج" قام الهواري بنشر هذا المقال في تاريخ 5أغسطس سنة 2020 ثم فام بإعادة نشره علي صفحته الرسمية فيس بوك بتاريخ 22/12/2025 حيث تضمنت مقالته الآتي بإختصار وسنقوم بعون الله وتوفيقه بالرد علي مقالته وتفنيد الحقيقة التي لابد أن تنشد ، ، حاول فيه أن يرسم خريطة نسب كاملة للعرابات بسوهاج، وأن يلحقهم بقبائل هوارة، وأن يربط بينهم وبين بني مطاوع الحميريين القادمين من اليمن في القرن الخامس الهجري. هذه الرواية تقوم على (اعتماد روايات شفهية غير موثقة، وانتقاء أنساب من بطون وقبائل مختلفة، ثم صبّها جميعًا في قالب واحد اسمه "هواري".  

هذا الرد ليس طعنًا في أحد، بل دفاع عن الحقيقة التاريخية التي لا تقوم إلا على (وثيقة صحيحة أو مصدر معتبر)، لا على حكاية تُروى بلا سند علي المصاطب أو تملئ من وحي الخيال. 
يبدأ المقال بفوله أن "العرابة إحدى بطون هوارة بالصعيد المصري" ثم يبني عليها بقية السرد. الواقع التاريخي يقول غير ذلك :-  
- هوارة قبيلة (بربرية/أمازيغية) الأصل، من بطون البرانس أو لواتة في المغرب، تعرّبت مع الزمن، ثم انتقلت إلى برقة، ثم إلى برّ مصر، ثم استقر قسم منها في الصعيد في عصر المماليك الجراكسة في (القرنين الثامن والتاسع الهجريين).  
- (ابن خلدون يصرّح) أن هوارة من البربر القدامى، وأن ادعاء بعضهم النسب اليمني إنما هو (جهل بالأنساب أو تزين بالعروبة)، لا حقيقة نسبًا . 
إذن: هوارة تاريخيًا قبيلة مغربية بربرية تعرّبت، لا حميرية يمانية ولا قحطانية خالصة، كما يزعم **مما يظهر التناقض الأول: كيف تكون العرابات من "بطون هوارة" وفي نفس الوقت من "بني مطاوع الحميريين" القادمين من اليمن؟**
ثانياً: استشهاده بـــ هشام بن السائب... 

استشهد الكاتب في زعمه أن "(تنسيب هشام بن السائب)" لبطن يسمى "(عرابة بن سعد هزيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة)"، وبأن "(بنوته يعرفون بالعرابا)".  
(المشكلة هنا من جهتين):*
 (الوجه الأول) :- (هشام بن السائب الكلبي*) نفسه مختلف في توثيقه، وعلماء الحديث والرجال يتكلمون في حفظه وضبطه، ولا يعد من أئمة الأنساب الذين تُبنى عليهم أنساب القبائل الكبيل.  
عند الرجوع إلى أشهر كتب الأنساب المعتبرة – مثل جمهرة أنساب العرب لابن حزم – (لا نجد لهذه السلسلة وجودًا) في بطون قضاعة، ولا في غيرها من الأنساب المحكمة. .

بالتالي: ما ذُكر من سلسلة نسب "عرابة بن سعد" إلى قضاعة لا يستند إلى مصدر قوي معتمد، بل هو إما خطأ في النقل، أو تركيب لاحق أراد به بعض المتأخرين إضافة طابع عربي على مسمى "العرابة" .

ثالثاً: حكاية بني مطاوع الحميريين سنة 409 هـ 

يذكر المقال أن "قبيلة بني محمد بني مطاوع من اليمن من منطقة حمير" وصلت إلى وسط الصعيد سنة 409 هـ، وأنها استقرت هناك، وأن اسمها كان "العرب"، ثم انقسمت إلى "عرب أبو عزيز، عرب أبو منصور، عرب أبو دنقل 
(هذا الكلام يُشكل عند التدقيق أخطاء من عدة جوانب):*
 (حمير كقوة قبلية سياسية انتهت قبل الإسلام بقرون)، ولا توجد روايات تاريخية معتبرة عن هجرة "كتلة حميرية" إلى مصر في القرن الخامس الهجري..  
الكتب التي رصدت هجرات العرب إلى مصر – مثل البيان والإعراب للمقريزي – (لم تذكر شيئًا اسمه "بني مطاوع" الحميريين  
حتى لو افترضنا هجرة بني مطاوع فلا يربطهم ذلك بهوارة البربرية..
(الخلاصة: رواية "بني مطاوع الحميريين" لا سند لها في المصادر التاريخية المعروفة).
رابعاً: "السيد غازي" والخيام الخضراء... بين الأسطورة والتاريخ 
في الفقرة عن الخلاف بين "عرب أبو عزيز" و"عرب أبو منصور" ثم قدوم "السيد غازي" من المغرب سنة 505 هـ، نحن أمام قصة محلية ذات طابع أسطوري.  
- (لا نجد في كتب التاريخ أي ذكر لزعيم مغربي بهذا الاسم*) نزل بين قبائل في سوهاج أو جرجا.  
- ("الخيام الخضراء" أقرب إلى المرويات الشعبية).

(هذه الحكاية جزء من الذاكرة الشعبية للقرى)، لكنها لا تصلح مرجع نسب رسمي .
خامساً: القرى والعائلات التي ذكرها في مقالته ... هوية مختلطة لا نسب واحد . 
المقال يسرد عشرات القرى: العرابة المدفونة، عرابة أبو دهب، عرابة أبو عزيز، أولاد الشيخ، الدناقلة، الخنانسة، العمايدة، الدويرات، أولاد سلامة، ويعاملها كـ"فروع لقبيلة واحدة".  
(الحقيقة من سجلات التاريخ العثمانية):*  
(مزيج من الفلاحين المصريين القدماء (أهل الأرض قبل الهجرات)  
عرب من جهينة، ربيعة، بني هلال، بني سليم  
- بعض الفروع في تحالفات هوارية متأخرة).
(القول الأعدل: أن أهل العرابات خليط من الفلاحين المصريين والعرب وقلة القليلة منهم هوارة ).
سادساً: ربط عرابة سوهاج بعرابة فلسطين 
(عرابة فلسطين قرية فلسطينية قديمة بأهلها من العرب والفلاحين المحليين، دون إشارة لعلاقة بهوارة أو الصعيد).  
(تشابه الاسم لا يثبت وحدة نسب في غياب وثائق).
سابعاً: لماذا هذا التدقيق مهم؟ 
الأمر ليس كرامة قبلية بل هو :  
(. أمانة تاريخية:* التلاعب بنسب القبائل يسيء للعلم).  
(قبلية وفتة بين العائلات. حساسية اجتماعية:* ربط قرى بنسب واحد يخلق نزاعات كما يسبب).  
(العدل المنصف يادكتور هو:* عدم ذكر أسماء عائلات والاكتفاء بـ"فلاحون مصريون، عرب ").
(الخلاصة النهائية)
- (هوارة بربرية مغربية تعرّبت، لا يصح نسبة كل العرابات إليها).  
- (بني مطاوع والسيد غازي: روايات غير موثقة).  
(العرابات: خليط فلاحين مصريين + عرب من قبائل مختلفة وقليل جداً منهم هوارة منقولين).  
(ياهواري . عرابة فلسطين: تشابه أسماء فقط).

هم أبناء أرض مصر الطيبة، اختلط فيهم الفلاح بالعربي، هوية صعيدية أصيلة 
(تحذير هام: مقالتك هذه غير موثقة تهدد الوحدة الاجتماعية بين العائلات .!)  
نشر روايات نسب غير مدعومة بمصادر معتبرة (يوقع الفتن بين العائلات والقرى) في سوهاج. ربط قرى كاملة بنسب واحد أو قبيلة معينة بدون وثائق (يخلق حساسيات وانقسامات بين فلاحين مصريين وعرب وهوارة) عاشوا معاً قروناً في سلام. هذا الرد ليس هجوماً، بل (دفاع عن الوحدة الاجتماعية قبل التاريخ)، فالفتنة أخطر من الخطأ العلمي … وبالله التوفيق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot