الجمعة، 19 ديسمبر 2025

دائرة النار في أسيوط


سباق برلماني مشتعل في ديروط والقوصية ومنفلوط قبل جولة الإعادة

بقلم: أحمد المهدى

تعيش الدائرة الثانية بمحافظة أسيوط، التي تضم مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط، على وقع واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في انتخابات مجلس النواب 2025. تنافس حاد، وتشتت في الأصوات، وتحركات مكثفة للمرشحين مع اقتراب جولة الإعادة، في مشهد يعكس استقطابًا محليًا واسعًا يجعل الحسم مؤجلًا حتى اللحظات الأخيرة.


---

أرقام المشهد الانتخابي

أظهرت المؤشرات الأولية والنتائج غير الرسمية تعذر الحسم من الجولة الأولى، نتيجة تقارب الأصوات وتشتتها بين عدد كبير من المرشحين. وتقدم في الترتيب:

يونس يونس أحمد عمر – 41,184 صوتًا

محمد الباشا عيد أحمد محمود – 33,546 صوتًا

إبراهيم عبد النظير عبد الرحيم – 32,494 صوتًا

روبرت سمير يني جرجس – 28,541 صوتًا

محمود عبد المنعم زين قرشي – 25,992 صوتًا

سيد محمد عبد العواض محمود – 23,589 صوتًا

محمد حسن عبد الرحمن عبد الله – 18,811 صوتًا

أسامة مصطفى عبد اللطيف – 17,549 صوتًا


وبلغ عدد المقيدين بالدائرة 1,122,895 ناخبًا، فيما سجل الحضور 117,769، والأصوات الصحيحة 105,257 مقابل 12,512 صوتًا باطلًا.


---

إلغاء النتائج وإعادة الاقتراع

على خلفية طعون قانونية متعلقة بإجراءات التصويت والفرز، أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمًا بإلغاء النتائج في عدد من الدوائر، من بينها الدائرة الثانية بأسيوط. وبناءً عليه، أُعيدت العملية الانتخابية خلال يومي 3 و4 ديسمبر 2025، مع تحديد 17 و18 ديسمبر موعدًا لجولة الإعادة حال استمرار تقارب النتائج، انتظارًا للإعلان الرسمي من الهيئة الوطنية للانتخابات بعد ضم أصوات المصريين بالخارج.


---

قراءة في خريطة المنافسة

تكشف النتائج عن تفتت ملحوظ للأصوات وغياب مرشح قادر على توحيد الكتلة التصويتية، إلى جانب مشاركة أقل من المتوقع قياسًا بعدد المقيدين، وهو ما يسلط الضوء على فجوة ثقة بين الشارع والبرامج المطروحة.

كما برزت أسماء جديدة على حساب وجوه تقليدية، واحتدمت المنافسة بين المستقلين ومرشحي الأحزاب، في مؤشر على تحول المزاج الانتخابي داخل القرى والنجوع، حيث بات التصويت مرتبطًا بالخدمات المباشرة والامتداد الاجتماعي أكثر من الانتماءات الحزبية.


---

سيناريوهات الإعادة

تتجه الأنظار إلى صراع رباعي في جولة الإعادة، تحسمه القدرة على تعبئة القواعد الانتخابية، وبناء تحالفات مرنة، وكسب أصوات أنصار المرشحين الذين خرجوا من السباق. وستلعب الروابط القبلية، وحضور المرشح في القرى الطرفية، وحسن إدارة اليوم الانتخابي، دورًا حاسمًا في ترجيح الكفة.


---

خاتمة

تبقى دائرة ديروط – القوصية – منفلوط نموذجًا كاشفًا لتعقيدات المنافسة البرلمانية في الصعيد، حيث لا مكان للتوقعات السهلة. وبين حسابات الأرقام ومفاجآت الصناديق، تظل الكلمة الأخيرة للناخبين في جولة قد تعيد رسم الخريطة السياسية للدائرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot