بقلم الكاتب ابانوب رفعت سعد
نتائج البعد عن الله وثمار القرب منه
في كل مرحلة من مراحل الحياة، يبحث الإنسان عن معنى، وسند، وطريق يطمئن قلبه ويهديه وسط أمواج العالم المتلاطمة. ومع انشغال الناس بالعمل والظروف وضغوط الحياة، قد يبتعد البعض عن الله دون أن يشعروا، فتتبدل أحوال القلوب، ويضيع السلام الداخلي، ويصبح الإنسان أسيرًا لضعفه. وعلى العكس، فإن القرب من الله يمنح روحًا جديدة وطمأنينة لا يمكن أن يعطيها العالم.
أولًا: نتائج البعد عن الله
1. فقدان السلام الداخلي
عندما يبتعد الإنسان عن الله، يبتعد عن مصدر الطمأنينة الحقيقية. يصبح القلب قلقًا، مضطربًا، حتى لو امتلك الإنسان الكثير من المال أو القوة. فالقلب لا يجد راحته إلا في حضن الله.
2. زيادة الخوف والقلق
البعد عن الله يجعل الإنسان يشعر بأنه يواجه الحياة وحده، فيزداد خوفه من المستقبل ومما سيأتي، لأنه فقد الإيمان الذي يطمئنه بأن الله قادر أن يحول الأمور لصالحه.
3. سهولة الوقوع في الخطايا
حين يبتعد الإنسان عن النعمة، تتسلل إليه الأفكار السلبية والحروب الروحية بسهولة. يصبح أكثر عُرضة للسقوط لأن السور الروحي حول قلبه أصبح ضعيفًا.
4. اليأس والشعور بأن الحياة بلا معنى
البعد عن الله يسلب الإنسان الهدف الذي خُلق من أجله. قد يحقق إنجازات كثيرة، ولكن يشعر في النهاية بفراغ داخلي لا يمتلئ إلا بوجود الله.
5. كثرة التعقيدات في الحياة
عندما يبتعد الإنسان عن الله، تتشابك أمور حياته ويكثر التعثر. ليس لأن الله يريد له الشر، بل لأن الإنسان صار يعتمد على نفسه فقط، وفقد بركة الإرشاد الإلهي.
---
ثانيًا: ثمار القرب من الله
1. سلامٌ يفوق العقل
الله هو مصدر السلام الحقيقي. الاقتراب منه يجعل القلب مطمئنًا، مهما اشتدت الظروف. فالقرب من الله لا يُبعد الضيق، لكنه يُعطي قوة لاحتماله.
2. وضوح الطريق والإرشاد
القلب القريب من الله يسمع صوته، ويشعر بيد الله تقوده. يجد نورًا في القرارات، وبركة في خطواته، وحكمة في تعاملاته.
3. قوة على مواجهة الحروب الروحية
الصلاة، والإنجيل، والقداسات تسند الإنسان وتجعله ثابتًا أمام أي حرب. القرب من الله يعطينا سلاحًا روحيًا لا يهزم.
4. الفرح الداخلي
حتى وسط الألم، يشعر الإنسان القريب من الله بفرح عميق لا يعتمد على الظروف، بل على معية الله.
5. البركة في كل جوانب الحياة
حين يكون الله في المركز، تتبارك الحياة: الصحة، العلاقات، العمل، والقرارات. فحضور الله يصنع تغييرًا لا يستطيع العالم أن يمنحه.
---
خاتمة
القرب من الله ليس مجرد ممارسة دينية، بل هو علاقة حقيقية تمنح الإنسان حياة جديدة، ونظرًا مختلفًا لكل شيء. والبعد عنه ليس خطية فقط، بل خسارة لنعمة وسلام وفرح لا يُعوَّض. لذلك، ما أجمل أن نعود إلى الله كل يوم بقلب صادق، نطلبه، ونلتصق به، فهو وحده القادر أن يحوّل حياتنا من اضطراب إلى سلام، ومن ضياع إلى نور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق