المرأة المصرية اليوم تعيش واقعًا مزدوجًا بين التقاليد والحداثة بين المطالب الاجتماعية والفرص المهنية بين حلم التقدم وإرهاق الحياة اليومية فهي مطالبة بأن تكون ناجحة في العمل وأمًا حاضرة وزوجة متفهمة وابنة مطيعة وفي الوقت نفسه أن تحافظ على نفسها وصحتها النفسية والجسدية وكأن المجتمع يطلب المستحيل ويغفل حقوقها الأساسية
في الشارع ترى المرأة المصرية تتحدى صعوبات المواصلات وظروف العمل والمنافسة اليومية وتتصدى للتحرش والتمييز أحيانًا بصمت، وفي البيوت كثيرًا ما تتحمل مسؤوليات مزدوجة لا يعترف بها أحد فالتوازن بين العائلة والعمل صار عبئًا دائمًا والكثير من النساء يواجهن صراعًا داخليًا مستمرًا بين تحقيق الذات وإرضاء الآخرين
التمكين الذي نتحدث عنه في الإعلام والندوات لا يترجم دائمًا إلى واقع ملموس فالفجوة بين الحديث النظري والفرص الحقيقية لا تزال واضحة فالمرأة تحصل على شهادات عليا وتعمل ساعات طويلة لكنها قد تجد نفسها مقصية في الترقيات أو مطالبة بتقديم تضحيات لا تنتهي
ومع كل هذه التحديات تثبت المرأة المصرية يوميًا أنها قادرة على الاستمرار لا لأنها لا تتألم بل لأنها تعلم كيف تصنع القوة من الألم وكيف تحول كل فشل أو عقبة إلى درس وفرصة للتقدم وكيف تحافظ على كرامتها وسط مجتمع يراقبها دائمًا دون أن يمنحها الدعم الكافي
قضية المرأة المصرية اليوم ليست مجرد حقوق أو شعار إنما هي اعتراف بإنسانيتها ومكانتها وحقها في اختيار حياتها بدون أحكام مسبقة أو معايير مثالية زائفة وربما الوقت حان لنعيد النظر في نظرتنا إليها ونقدم لها مساحة صادقة للنجاح والتعب والاختيار دون خوف أو تبرير
خلود محمد احمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق