الثلاثاء، 30 ديسمبر 2025

*العنوان: "كلامك جرح... مش هزار!"*

✍️ بقلم: أحمد المهدي صفوت

في شوارعنا، ووسائل المواصلات، والجامعات، وحتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي... تتسلل كلمات لا تُلقي لها بالًا، لكنها تترك أثرًا عميقًا. *التحرش اللفظي*، ذاك الاعتداء "الصامت" الذي لا يسيل دمًا، لكنه يجرح الروح ويهزّ الثقة.

*ما هو التحرش اللفظي؟*  
هو كل لفظ أو تعليق يحمل إيحاءات جنسية أو تهكمية، يُقال للمرأة أو الفتاة، سواء مباشرة أو عن بُعد، ويهدف إلى التحقير أو الإهانة أو التلميح الجنسي.  
ويكون أحيانًا تحت ستار "الهزار" أو "المجاملة" لكنه في حقيقته جريمة.

*أمثلة شائعة:*  
- "إيه القمر ده؟"  
- "مش حرام تمشي لوحدك كده؟"  
- "لو ما بتحبيش الكلام ده، ليه لابسة كده؟"  
كلها تبدو تعليقات عادية في ظاهرها، لكنها قد تكون جارحة ومهينة إذا كانت غير مرغوب فيها، أو خارجة عن إطار الاحترام.

*التحرش مش هزار... ده جرح*  
التحرش اللفظي مش جريمة صامتة فقط، لكنه *اعتداء نفسي واجتماعي*، وغالبًا ما يكون بوابة لتحرش جسدي لاحق.  
وهو لا يعبّر عن إعجاب أو مجاملة، بل عن هيمنة ذكورية تحاول انتزاع الأمان من حياة النساء.

*أثره على الفتيات:*  
- فقدان الشعور بالأمان  
- اضطراب نفسي وقلق دائم  
- لوم الذات في بعض الحالات  
- العزلة أو رفض الخروج للشارع

*القانون المصري يقول كلمته:*  
القانون المصري يعترف بالتحرش اللفظي كجريمة، ويفرض عليه عقوبات تصل إلى الحبس والغرامة، خاصة إذا تكرّر أو وقع في أماكن عامة أو ضد قاصرات.
*مواجهة التحرش تبدأ بكلمة:*  
- *ما تضحكش على كلمة جارحة... واجهها*  
- *ما تلومش الضحية... ساندها*  
- *ما تسكتش على المتحرش... بلغ عنه*  
- *ربِّي أولادك على احترام الغير، مش الحكم عليهم*

*في النهاية...*  
التحرش اللفظي مش هزار، ومش مجاملة، ومش خفة دم.  
هو "كلام سامّ"، يغتال كرامة إنسانة في لحظة.  
*صوتك اللي ساكت... بيقوّي المتحرش*  
وصوتك اللي رافض... ممكن ينقذ حد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot