بقلم الكاتب ابانوب رفعت سعد
الفن.. لغة الشعوب التي لا تموت
يُعدّ الفن من أقدم وأعمق وسائل التعبير التي عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ، فهو المرآة التي تعكس ثقافة الشعوب، ومشاعر الأفراد، وتطور الحضارات عبر العصور. لا يمكن حصر الفن في لون واحد أو قالب محدد، فهو يمتد من اللوحة والموسيقى والتمثيل إلى الأدب والرقص والعمارة، ليُشكّل في مجمله لغةً عالمية تتخطى الحواجز والحدود.
يُقال إن "الفن حياة"، لأنه يمنح الإنسان القدرة على الإبداع والتأمل، ويُوقظ فيه الحس الجمالي والروحي. فالفنان الحقيقي لا ينقل الواقع كما هو، بل يعيد صياغته برؤيته الخاصة، ليمنحه معنى جديدًا ويثير في المتلقي التساؤلات والانفعالات.
وقد لعب الفن دورًا مهمًا في تشكيل وعي المجتمعات، فكانت اللوحات تُوثّق الأحداث التاريخية، والمسرح يُعبّر عن قضايا الناس، والموسيقى تُوحد المشاعر الوطنية والإنسانية. كما أصبح الفن في العصر الحديث وسيلة للتغيير والتعبير عن الحرية، بعدما تجاوز الإطار التقليدي ليصل إلى كل بيت من خلال الإعلام والتقنيات الرقمية.
ولأن الفن يعبر عن الروح، فإنه يظل خالدًا مهما تغيّرت الأزمنة. فالأعمال الفنية العظيمة لا تفقد قيمتها بمرور الوقت، بل تزداد بريقًا كلما تأملها الناس من جديد. إنها الشاهد الصامت على رحلة الإنسان في البحث عن الجمال والمعنى.
إن الاهتمام بالفن وتشجيع المبدعين ليس رفاهية، بل هو ضرورة لبناء مجتمع راقٍ يؤمن بقيمة الفكر والإبداع، ويُدرك أن الجمال هو الوجه الآخر للحقيقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق