الاثنين، 13 أكتوبر 2025

القوة ليست في اللسان.. بل في الاتزان


كتبت لينا أحمد دبة 

في زمنٍ أصبحت فيه الوقاحة تُقدَّم على أنها جرأة، والصوت العالي يُعتبر حضورًا، صار من الضروري أن نُعيد تعريف القوة الحقيقية. فالقوة لا تُقاس بحدة اللسان، بل بقدرتك على ضبط نفسك حين تُستفَز، وبحكمتك في الردّ حين تُساء إليك.

الشخصية القوية لا تحتاج إلى صراخ لتُسمَع، ولا إلى كلمات جارحة لتُثبت وجودها، لأنها تدرك أن الكلمة السيئة تُسقط الهيبة مهما ارتفع الصوت. القوي هو من يملك زمام نفسه، ويعرف متى يتحدث ومتى يصمت، فيحول الغضب إلى وعي، والانتقاد إلى فرصة للنمو.

القوة ليست قسوة، بل توازن بين الحزم والرحمة. أن تكون ثابتًا أمام الإهانة دون أن تُشبه من أهانك، وأن تُحسن الردّ دون أن تنزل لمستوى السوء. فليس كل صمت ضعفًا، ولا كل صراخ شجاعة.

من السهل أن تجرح، لكن من الصعب أن تكون راقيًا في الخلاف. ومن السهل أن تغضب، لكن من الأصعب أن تملك نفسك حين تغضب. تلك هي مدرسة النضج التي لا يتخرج منها إلا أصحاب العقول الراقية والنفوس الكبيرة.

فكن قويًا بعقلك لا بلسانك،
رفيعًا بأخلاقك لا بصوتك،
فالقوة الحقيقية لا تُمارَس بالوقاحة… بل تُصاغ بالحكمة والاتزان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot