الجمعة، 24 أكتوبر 2025

المسؤولية المشتركة… طريق الدولة نحو الإصلاح الحقيقي


✍️ كتب – أحمد محمد مسعد أحمد العراقي


---

في كل دولة تسعى إلى التقدم، تبقى المسؤولية المشتركة بين القيادة والحكومة والمواطنين هي الضمان الحقيقي لبناء وطن قوي ومستقر.
وفي مصر، الدولة التي واجهت الإرهاب، وتحدت الأزمات الاقتصادية، وأعادت بناء مؤسساتها من جديد، يظل طريق الإصلاح مستمرًا، يحتاج إلى وعي جماعي وإدارة تنفيذية أكثر دقة واحترافًا.

لقد استطاعت القيادة السياسية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي أن تحافظ على كيان الدولة المصرية في أكثر المراحل صعوبة، وأن تضع مصر على خريطة الاستقرار والتنمية من جديد، رغم ما يواجهه العالم من أزمات اقتصادية متلاحقة.
ومع ذلك، فإن التحدي الأكبر اليوم لم يعد في وضع الخطط، بل في آليات التنفيذ، وفي ضمان أن ينعكس الإصلاح على حياة المواطن بشكل ملموس وعادل.

فالدستور المصري واضح في تحديد المسؤوليات؛ إذ يقر أن رئيس مجلس الوزراء هو المسؤول الأول عن تنفيذ السياسة العامة للدولة وإدارة شؤونها اليومية.
وهذا يعني أن الحكومة ليست مجرد منفذ لتوجيهات القيادة، بل هي شريك دستوري يتحمل مسؤولية النتائج، ويُحاسب على القرارات والسياسات التي تمس حياة الناس.

إن الإصلاح الاقتصادي الذي تشهده مصر اليوم هو مشروع وطني ضخم وشجاع، لكن نجاحه الكامل يتطلب توازناً بين الأهداف التنموية وحماية الفئات الأكثر تأثرًا بالإصلاح.
فالمواطن الذي صبر وتحمل يحتاج إلى أن يشعر أن الدولة لا تتركه وحيدًا في مواجهة الغلاء أو صعوبة المعيشة، وأن هناك إدارة واعية تتابع أدق تفاصيل حياته اليومية.

ما نحتاجه اليوم ليس تغيير الاتجاه، بل تطوير الأدوات.
فالإصلاح لا يعني الهدم، بل إعادة البناء بأسلوب أكثر كفاءة، يحافظ على مكتسبات الدولة ويضمن استمرارية التنمية دون إرهاق للمواطن.
فمصر الجديدة لا تُبنى بالشعارات، بل بالمسؤولية، والمحاسبة، والعمل الصادق الذي يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.

لقد أثبتت القيادة المصرية أنها تملك الإرادة، وما تحتاجه المرحلة القادمة هو تعزيز الكفاءة في الإدارة، ومزيد من التواصل والشفافية مع الشارع المصري.
فكلما زادت المصارحة، زاد الوعي، وتوطدت الثقة بين المواطن ودولته.

إن طريق الإصلاح الذي تسلكه مصر هو الطريق الصحيح، لكنه يحتاج إلى إدارة دقيقة، وإلى وعي سياسي واقتصادي يوازن بين متطلبات الدولة وحقوق المواطن، لأن مصر لا تستحق أقل من أن تكون قوية وعادلة في آنٍ واحد.


---

ختامًا:
يبقى الإخلاص في العمل، والصدق في النية، والشفافية في الأداء، هي مفاتيح المرحلة القادمة.
ومصر – قيادةً وشعبًا – قادرة على تجاوز كل الصعاب، متى ما اجتمعت الكلمة وتوحدت الإرادة على هدف واحد:
دولة مزدهرة، عادلة، وآمنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot