✍️ بقلم: أحمد محمد مسعد أحمد العراقي
في عالمٍ تتشابك فيه المصالح وتتعاظم فيه التحديات، لا يمكن لأي دولة أن تحيا بالقوة وحدها، ولا بالعقل وحده. فالتاريخ لا يرحم من ظن أن القوة المادية كافية لصناعة النهضة، ولا من تخيل أن الذكاء وحده يستطيع حماية الأوطان.
ومن هنا تولد المعادلة الذهبية:
> "إن لم تكن قويًا فكن ذكيًا، وإن استطعت فاجمع بينهما."
بهذه الفلسفة تمضي مصر اليوم في طريقها؛ دولة تعرف أن قوتها لا تُقاس بعدد السلاح ولا بحجم الموارد فقط، بل بقدرتها على توجيه تلك القوة بحكمة وعدل وبعد نظر.
فالقوة في الدولة الحديثة تكمن في مؤسساتها الراسخة، وقضائها العادل، وأجهزتها الرقابية التي تحمي المال العام وتكافح الفساد.
أما الذكاء، فيتجلى في سياساتها المتوازنة التي تجمع بين الإصلاح الاقتصادي والتنمية الاجتماعية وصون الكرامة الإنسانية.
لقد استطاعت القيادة السياسية المصرية أن تجعل من العقل الوطني شريكًا للقوة، فبات القرار نابعًا من قراءةٍ واعيةٍ للواقع، ومتصالحًا مع المستقبل.
ولم يكن ذلك ممكنًا إلا عبر حكمٍ رشيدٍ قائمٍ على القانون، وتواصلٍ دائمٍ بين الدولة والمواطن، وثقةٍ متبادلة أساسها الشفافية والمساءلة.
إن القوة وحدها تُخيف، والعقل وحده يُنظّر،
أما اجتماع القوة بالعقل، فيصنع وطنًا آمنًا قادرًا على تحقيق التنمية وصون حقوق أبنائه، ويمنح للعالم نموذجًا لدولةٍ تعرف كيف تُدير مواردها بعزمٍ، وتبني مستقبلها بحكمةٍ.
وفي النهاية، فإن الوطن الذي يجمع بين قوة الإرادة وذكاء القيادة، لا يُهزم، ولا يُخدع، بل يكتب تاريخه بيده، ويرسم مصيره بثقةٍ ووعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق