بقلم لينا احمد دبة
ليس كل ألم نشعر به لنا… أحيانًا نحمل ما لم نعيشه
في بعض الأيام، يستيقظ قلبنا حزينًا بلا سبب، وعقلنا يلاحق خوف لم يحدث لنا قط. نسأل أنفسنا: "لماذا؟
ما الذي يحزنني؟ ما الذي أخافه؟"
أحيانًا، الإجابة تكمن في قبلنا، في أجيال لم تُشفَ، في دموع لم يُسمح لها أن تنزل
في خلايانا، قد يعيش ألم أم لم تُعانق حزنها، أو جد لم يُسمح له بالبكاء. هذا الألم ليس منا بالكامل، لكنه يصبح جزءًا منا، صدى يرن في عروقنا، نداء يطل من أعماقنا، وكأننا نحمل تاريخًا لم نكتبه بعد
علم النفس يسمّيه الإرث العاطفي، وأنا أسميه "حكاية الروح التي لم تُسمع". كل دمعة لم تُسكب، كل خوف لم يُعالج، كل صرخة لم تُرفع… يمكن أن تنتقل عبر الحب والرفض، عبر الكلمات الموجوعة والصمت، عبر حضن لم يعطي
وهكذا، نصبح نحن أرشيفًا حيًا لهذه المشاعر، ونعيشها بلا وعي، حتى نصبح "حزينين بلا سبب"، أو "خائفين من شيء لم يحدث".
الخطوة الأولى للشفاء هي الوعي، التمييز، والتساؤل الصادق
"هل هذا الشعور لي؟ أم هو صدى من قبل أن أولد؟"
فهمك لهذا الصدى هو فتح باب التحرر. ليس مجرد معرفة عقلية، بل تجربة عميقة: تسامح مع ألم لم يكن لك، حرية من قيود لم تختارها، وحبك لذاتك يتجاوز حدود الماضي
لمسة عملية من لمساتك السحرية
اجلس مع شعورك كما تجلس مع طفل صغير: استمع له، احتضنه، اعطه مساحة ليكون
دوّن مشاعرك بلا تحليل، فقط اترك الكلمات تنزل كما هي، بلا حكم
تحدث مع شخص موثوق، أو حتى مع نفسك بصوت مسموع، ليصبح الصدى صوتك، لا صوت من سبقك
-:الخاتمة
الشفاء ليس إزالة الألم، لكنه فهمه، تمييزه، وتقبّل أنه جزء منك ولكنك لا تحتاج أن تحمله وحدك
وعندما تستطيع أن تقول: "هذا لي، وهذا ليس لي"، ستشعر لأول مرة بفراغ جميل… فراغ تستطيع فيه أن تحب نفسك بحرية، أن تنمو، أن تبتسم، وأن تعيش حياتك من قلبك أنت، لا من ألم غيرك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق