الخميس، 14 أغسطس 2025

هل التكنولوجيا بتسرق طفولتنا؟


زمان، كانت الطفولة بتبدأ من أول صرخة في حضن الأم…
وتكبر في الشارع، على صوت الكورة اللي بتتدحرج، وعلى التراب اللي كان بيطبع علامة على رجلين صغيرة،
وفي الضحكة اللي كانت طالعة من القلب، مش من "فلتر" على شاشة.

دلوقتي؟
طفل عنده ٣ سنين بيعرف يفتح اليوتيوب قبل ما يعرف ينطق جملة كاملة.
طفلة عندها ٦ سنين بتتابع "يوتيوبر أطفال" أكتر ما بتكلم أصحابها.
ووقت اللعب؟ بقى كله جوه الموبايل… مش في الشارع.

الأسف الشديد؟
إن التكنولوجيا اللي المفروض كانت وسيلة، بقت بديل.
بديل عن الحكايات اللي كانت بتحكيها الجدة قبل النوم،
بديل عن صديق العمر اللي كنا بنجرّي معاه،
بديل عن "الملل" اللي كان بيخلينا نبتكر، نرسم، نخترع ألعاب من ولا حاجة.

النهاردة، الطفل بيعيش في عالم افتراضي، بيسمع أصوات مش من البيت،
ويتعلم قيم من فيديوهات، مش من حضن الأسرة.

هل المشكلة في التكنولوجيا؟
لأ.
لكن المشكلة في الاستخدام… في الإفراط… في غياب التوازن.

التكنولوجيا سلاح ذو حدين،
لو استخدمناها صح، هتفتح عقولهم، وتعلمهم، وتديهم فرص.
ولو سبناها تربيهم لوحدها، هتسرق منهم أجمل حاجة ممكن يعيشوها… الطفولة.

الطفولة مش شاشة.
الطفولة حضن، صوت، تراب، شجرة، دمعة حقيقية، وضحكة من القلب.

فـ خلونا نرجّع للأطفال طفولتهم…
حتى لو ساعة في اليوم.
ساعة من غير موبايل، ولا تابلت، ولا يوتيوب.
ساعة فيها حياة حقيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot