بقلم: ماهر حسن مفتاح
كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي
يقف المتحف المصري الكبير شامخًا عند سفح الأهرامات، في انتظار اللحظة التاريخية التي يفتح فيها أبوابه للعالم، ليعيد إحياء عظمة الحضارة المصرية في ذاكرة البشرية. ومع أن الموعد المستهدف للافتتاح كان قد حُدد في 3 يوليو 2025، إلا أن الظروف الإقليمية الصعبة، نتيجة التصعيد الأخير في الحرب بين إسرائيل وإيران وما ترتب عليها من توتر في المنطقة، دفعت الدولة المصرية بحكمة إلى إرجاء افتتاح المتحف إلى وقت لاحق من العام نفسه، حتى يكون هذا الحدث العظيم في موعد يليق بجلاله: في ظل السلام والأمان .
حدث ينتظره العالم.. ووجهة سياحية رائدة
تقدمت مؤخرًا إلى وزارة السياحة والآثار المصرية بدراسة شاملة تتضمن خطة ترويجية دولية مبتكرة لهذا الافتتاح المرتقب، بما يضمن أن يبقى حدثًا عالميًا استثنائيًا، وأن يكون إيذانًا بمرحلة جديدة لمصر كمركز ثقافي وسياحي على مستوى العالم .
أهداف الخطة :
إحداث زخم إعلامي عالمي يعيد تسليط الضوء على المتحف فور تحديد موعد الافتتاح الجديد .
إبراز مصر كقوة ثقافية وسياحية تنبض بالسلام والحضارة، رغم ما يحيط بها من أزمات .
استقطاب رؤساء دول وكبار رجال الدولة والدبلوماسيين والمستثمرين الدوليين إلى حفل الافتتاح .
إشراك القطاع الخاص في تمويل الحملة واستثمارها كفرصة تسويقية ودعائية .
ما بين القناع الذهبي والبُرديات الملكية
تقوم الخطة على تقديم هدايا تذكارية فاخرة لضيوف الشرف تعكس روعة التاريخ المصري، أبرزها نسخة عالية الجودة من قناع توت عنخ آمون الذهبي داخل علبة فاخرة مزخرفة بالنقوش الفرعونية، مرفقة برسالة ملكية رسمية تدعو الضيف لزيارة المتحف .
كما تشمل الخطة تصميم بردية دعائية ملكية بعلامة مائية لوجه توت عنخ آمون ورسالة ترحيب بثلاث لغات (الهيروغليفية – العربية – الإنجليزية)، مع إمكانية إضافة لغة الضيف، وباركود إلكتروني لموقع المتحف وحجز الزيارة .
استعراض عالمي يجوب العواصم
ومن بين محاور الحملة، تنظيم استعراض عالمي مستوحى من الموكب الذهبي للمومياوات الملكية في أهم العواصم العالمية: باريس، لندن، نيويورك، برلين، بكين، طوكيو، ومدريد، بمزيج من العروض الحية والوسائط التكنولوجية الحديثة، وتوزيع هدايا تذكارية على الجماهير .
شراكة بين العام والخاص
تفتح الخطة الباب أمام مشاركة القطاع الخاص، من خلال شركات الطيران والفنادق الفاخرة، البنوك والمؤسسات الاستثمارية الكبرى، وشركات السياحة، مع تقديم امتيازات للرعاة مثل ظهور شعاراتهم في المواد الدعائية وتنظيم رحلات خاصة بالتعاون مع الوزارة .
النتائج المتوقعة :
جعل افتتاح المتحف المصري الكبير حديث الإعلام العالمي .
تعزيز صورة مصر كدولة تسعى للسلام وتحتفل بالحضارة في أوقات الاستقرار .
زيادة أعداد السياح الوافدين بعد الافتتاح.
بناء شراكات مستدامة بين الدولة والقطاع الخاص لدعم السياحة .
نحو افتتاح يليق بالحضارة المصرية
إن قرار الدولة بإرجاء افتتاح المتحف المصري الكبير إلى وقت لاحق من العام، يعكس تقديرها لأهمية أن يكون هذا الحدث في أجواء يسودها السلام والأمن ، ويضمن أن يحظى بزخم إعلامي وسياحي عالمي يتناسب مع قيمة المتحف ودوره كرمز للحضارة المصرية القديمة والحديثة معًا .
لقد تقدمت بهذه الدراسة إلى وزارة السياحة والآثار المصرية كمساهمة وطنية لتقديم رؤية متكاملة تليق بهذا الحدث الكبير، ليبقى المتحف المصري الكبير منارة ثقافية وسياحية في زمن السلام، ورسالة حضارية من مصر إلى العالم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق