التاريخ ليس رواية تكتب على مقاس الهوى ، ولا نشيدا يردد لإرضاء السادة أو لاصطياد التصفيق .
التاريخ سجلٌّ للحقائق ، إن وزر ضاع الوعي ، وإن كتب بصدق بقي شاهداً لا يموت .
لقد اعتاد بعض مزوري التاريخ والمطبلين والمنافقين مجاملة بعض العائلات أو الأشخاص ، لا لحقّ يعرفونه ، بل طمعا في رضا أسيادهم أو بحثًا عن تصفيقٍ زائف .
يبدلون الواقع ، ويقلبون الأدوار ، فيجعلون من لم يصنع شيئًا بطلاً، ويطمسون من بذل وضحى وكأنه لم يكن .
لكن الحقيقة لا تشترى ، والتاريخ لا يخضع للمجاملات .
كلنا نعلم من نحن ، ونعلم من أنتم ، ونعلم من هؤلاء الذين يغيرون وجوههم مع تغيير المصالح .
الأسماء محفوظة ، والمواقف مرصودة ، والوقائع لا يسقط بالتقادم مهما حاولوا طمسه بالكلمات المعسولة أو البيانات المزورة والمؤلفة من وحي الخيال .
التاريخ كما يجب أن يكون ، يكتب بميزان العدل ، لا بميزان الولاء ، ويسجل فيه من عمل لا من صفق ، ومن ضحى لا من نافق .
أما أولئك الذين باعوا أقلامهم ، فسيذكرهم التاريخ كما هم : شهود زور ظنوا أن الزمن حليفهم ، ولم يدركوا أن الزمن لا يرحم الكاذبين .
سيبقى التاريخ شاهداً صامتًاً لكنه عادل ، لا ينسى ، ولا يغفر لمن خان الحقيقة ، لأن الحقيقة وحدها هي التي تعيش ، وكل ما عداها إلى زوال .
ختامًا:
سيظل التاريخ كما يجب أن يكون ، مرآةً صادقة لا تجامل ، وسجلاً أميناً لا يزور، يفضح الزيف وينصف الحقيقة مهما طال الزمن.
انتظرونا مع سلسلة مقالات ، ( التاريخ كما يجب أن يكون )
بقلم المستشار والمحرر الصحفي
عمر ماهر أبو دقنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق