الأحد، 30 نوفمبر 2025

حين يبتعد الإنسان عن ربّه… لماذا تزداد الحوادث والكوارث ونفوس الناس مضطربة

حين يبتعد الإنسان عن ربّه… لماذا تزداد الحوادث والكوارث ونفوس الناس مضطربة؟

في زمن يمتلئ بالسرعة والضغوط، أصبح الإنسان يبتعد عن ربّه دون أن يشعر. قلب منشغل، وعقل مشغول، وأيام تجري بلا ذكر ولا خشوع ولا لحظة يقف فيها الواحد أمام نفسه. ومع هذا البعد بدأ شيء مختلف يظهر في حياتنا: حوادث غريبة كل يوم، كوارث غير متوقعة، ضيق في الصدر، فقدان للطمأنينة، وموجة خوف لا تفسير لها. وكأن العالم كله يصرخ برسالة واحدة: "ارجعوا إلى الله".
حين يبتعد الإنسان عن ربه، ينطفئ بداخله النور الذي يرشده. يصبح تائهًا مهما كانت دراسته أو خبرته أو نجاحه. الشوارع تمتلئ بأنباء الحوادث، والأخبار محزنة، والقلوب مرهقة. البعض يرى أن الأمر مجرد قدر، لكن الحقيقة أن الله قال: “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا”. الضنك ده مش بس فقر… ده ضيق النفس، فقدان الأمان، اضطراب الروح، والخوف اللي ملوش سبب.
أسباب البعد كثيرة: الانشغال الدنياوي، السعي وراء الرزق لدرجة نسيان الرازق، المقارنات اللي خلت الناس تحس إنها أقل، الذنوب اللي بقت عادية، والقلوب اللي ما بقتش تتأثر. ووسط كل ده، بقت الحوادث اليومية موسيقى حزينة تذكّرنا إن النفس ضعيفة وإن الحماية مش في السيارات ولا القوانين ولا السرعة… الحماية الحقيقية من رب العالمين.
ولما يزيد بُعد الناس عن ربنا، يزيد الغضب داخلهم. بيوت مليانة مشاكل، شوارع مليانة عصبية، صدور مليانة ضيق. لأن القلب اللي بعيد عن الله بيكون زي بيت بلا باب… يدخل له أي خوف، أي حزن، أي قلق. البنزين اللي ينقذ الروح هو الذكر، والدعاء، والصلاة اللي بتعيد التوازن للنفس.
ومع ذلك، ربنا رحيم… يرسل للإنسان رسائل صغيرة: حادث نجاه منه، موقف كان ممكن ينتهي بأسوأ طريقة لكنه مرّ بسلام، كلمة سمعها من غير قصد رجّعت له يقينه. دي إشارات رحمانية تقول له: الطريق إليّ مفتوح… مهما بُعدت.
الحلول بسيطة لكنها مؤثرة: دقيقة استغفار تغير يوم كامل، ركعتين في جوف الليل يمحوا خوف شهور، ترديد “حسبي الله ونعم الوكيل” يحمي، وصدقة صغيرة ترفع البلاء. العودة لله مش محتاجة خطوات كبيرة… محتاجة صدق بس.
وفي النهاية، كل كارثة وكل حادث وكل ضيق بيقول نفس الرسالة: لو ضاقت عليك الدنيا… افتح باب ربّك. الاقتراب من الله مش بس عبادة، ده أمان، طمأنينة، ومعنى. والقلب اللي يعرف ربّه… لا يخاف من شيء.

خلود محمد احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot