بقلم لينا احمد دبة
الأسرة هي الحاضنة الأولى لنمو الإنسان وتشكيل وعيه النفسي والاجتماعي. وفي عالم يمتلئ بالتحديات، أصبحت الصحة النفسية للأسرة حجر الأساس لحماية الطفل من الاضطرابات النفسية والمشكلات السلوكية. فالبيت ليس فقط مكانًا للسكن، بل هو البيئة التي يتكوّن فيها الإحساس بالأمان، والثقة، والانتماء.
عندما يعاني أحد الوالدين من التوتر أو القلق أو الاكتئاب دون وعي أو دعم، ينتقل هذا الاضطراب بصورة غير مباشرة إلى الأطفال.
الطفل يتعلّم من القدوة قبل الكلمات.
فالأبوان المتصالحان نفسيًا يزرعان في أطفالهما الشعور بالأمان والاتزان، بينما الأسرة المليئة بالصراخ، العنف، أو الإهمال، تزرع الخوف، والارتباك، والاضطراب في داخل الطفل.
الدعم النفسي للأسرة لا يعني الرفاهية، بل هو ضرورة تربوية.
حين تتعلم الأسرة إدارة مشاعرها، والتعبير عن الغضب بطرق صحية، والاستماع باحترام، فإنها تبني جيلًا قويًا نفسيًا، قادرًا على التعامل مع الحياة بثقة وسلام داخلي.
كما أن الوقاية تبدأ من البيت، عبر:
الحوار الهادئ بين الوالدين والأبناء.
الاحتواء العاطفي بدل العقاب القاسي.
تقبّل الطفل كما هو، لا كما نريد أن يكون.
الاهتمام بالصحة النفسية للوالدين قبل ننتظر الاتزان من الطفل.
الخلاصة:
الأسرة السليمة نفسيًا تُنبت طفلًا سويًا، والمجتمع المتوازن يبدأ من بيتٍ آمن ومُحب.
الصحة النفسية ليست رفاهية، بل خط الدفاع الأول عن الإنسان منذ لحظة ميلاده.
فلنبدأ بالعلاج من الجذور: من داخل البيت، من قلوب الأمهات والآباء الذين يصنعون الغد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق