كتبت / لينا أحمد دبة
في مجتمعٍ يضع سِنًّا لكل شيء — حتى المشاعر — تظهر قصص تُعيد إلينا المعنى الحقيقي للإنسانية.
المخرجة إيناس الدغيدي قررت الزواج وهي في الثانية والسبعين من عمرها، فاشتعلت التعليقات ما بين الدهشة والانتقاد، وكأنها ارتكبت ذنبًا لمجرد أنها اختارت أن تعيش بدل أن تكتفي بالانتظار.
هي امرأة أعطت عمرها للعمل، وربّت ابنتها، وواجهت حياة مليئة بالتحديات والضغوط.
لكنها اليوم تقول ببساطة: "أنا محتاجة ونس."
وهذا حق طبيعي، لا يُنتزع بالعمر ولا يُقاس بعدد السنوات.
في النهاية، الونس مش له عمر، والحب ما يعرفش تاريخ صلاحية.
الست تفضل إنسانة طول عمرها، من حقها تحس، وتختار، وتلاقي اللي يسمعها ويهتم بيها.
الوحدة قاسية، والحنية مش رفاهية،
وكل إنسانة تستحق شريكًا يطمنها ويشاركها تفاصيل الحياة مهما كان عمرها.
الزواج مش جائزة للشباب، ولا خيانة للزمن،
هو قرار إنساني جميل ضد العزلة وضد الوصم.
والمجتمع الناضج هو اللي يحتفي بالاختيار لا اللي يحاكمه.
لأننا ببساطة… نحتاج من يحتوينا، لا من يقيّدنا بالعُمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق