السبت، 11 أكتوبر 2025

سلام القوة و فرض الإرادة و الحكمة المصرية

 ماهر حسن مفتاح 
كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي
أثبتت مصر للعالم أجمع أنها دولة قوية وحكيمةو ، تقوم بدور ليس فقط في حماية مصالحها ، بل في قيادة السلام وتوجيه المسار العربي بوضوح وثبات . فقد جرى خلال السنوات الأخيرة محاولات متكررة لدفع مصر إلى خوض صراعات ليست من بناتها  —  في ليبيا ، أو في إثيوبيا ، أو أخيرًا في غزة  — لكن مصر اختارت أن تكون صوت الاعتدال والثبات ، لا أداة للصراع .
منذ البداية ، قالت مصر :
 لا للتهجير ، نعم لإدخال المساعدات ، ولا لفرض الهيمنة من أي طرف  —  لا من العدو ، ولا من القوى الدولية .
 وفى حين رضخ بعض الدول للضغوط الأمريكية والاقتصادية ، رفضت مصر أن تُركع أو تُخضع للابتزاز ، بل حافظت على سيادتها كاملة ، بما في ذلك رفضها لعدم تحصيل مقابل عن عبور السفن الأمريكية لقناة السويس أو إملاءات التنازل عن حقوقها .
كما أن مصر رفضت أن تكون “ تلميذًا ” أمام ترامب ، بل اختارت أن تمسك بقرارها ، مهما بلغت الضغوط . فحينما دُعيت لزيارات لا تُشبه إلا مواقف التبعية ، رفضت أن تُجبر على دفع ثمن ذلك ، أو أن تحضر بمقام صغير أمام أي رئيس أجنبي .
وفي ميدان القضية الفلسطينية ، تراوحت الضغوط بين اقتراحات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو فرض ترتيبات خارج إرادتها، لكن مصر رفضت بشدة ذلك، مؤكدة : سيناء أرض مصرية ، لا تقبل أن تُستخدم لتعويض أو تبديل سكان غزة .
إن مصر اليوم أصبحت قبلة السلام ومحط نظر العالم . 
 تأتي إليها قوى الدول والمؤسسات لتستمع إلى رؤيتها حول السلام ، وليس العكس. وهي تدعو إلى حل يرتكز على تمكين الفلسطينيين في أرضهم دون تهجير ، وحقهم في العيش بحرية وكرامة ، في إطار حل الدولتين .
مصر التي تحملت الهجوم من الداخل والخارج ، والتشكيك في نواياها ، أثبتت أن الحكمة لا تتنافى مع القوة ، وأن التوازن بينهما هو ما يصنع الحضارة . 
في وقت تمر جيرانها بمراحل بناء أو إعادة تأسيس ، فإن مصر في أسبوع واحد تتصدر المشهد الدبلوماسي : 
تقود مفاوضات السلام ، تتوسط في النزاعات ، تستقبل كبار الزعماء ، دون أن تُجبر على الرضوخ أو التنازل .
وكأن السماء أرادت أن تؤكد ذلك ، فجاء فيضان النيل ليكسر الأكاذيب التي لطالما رُوّجت بأن مصر فرّطت في حقوقها المائية .
واليوم نشهد فخرًا جديدًا لمصر حين تحقق إنجازات ثقافية ودولية :
في 6 أكتوبر 2025، انتُخب الدكتور خالد العناني مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو بحصوله على 55 صوتًا من أصل 57 في المجلس التنفيذي ، متفوقًا بفارق ساحق على منافسه الكونغولي . 
إنه إنجاز يضاف إلى سجل مصر الدبلوماسي والثقافي، ويُظهر أن مصر ليست قوة عسكرية فحسب ، بل قوة فكرية وثقافية تُقاس بقدرتها على المنافسة والريادة في أصعب الميادين .
وهنا نأتي ببعض مواقف الرئيس السيسي المؤثرة 
 أن مصر لم تكن خاضعة بل فاعلة :
 ففي غزة :  
أكد الرئيس السيسي أن اتفاق وقف إطلاق النار “ يفتح باب الأمل لشعوب المنطقة ” وأنه لا يُطوي صفحة الحرب فحسب بل يحمل رؤية للعدالة والاستقرار . 
كما شدد أن وقف إطلاق النار يجب أن يكون فوريًا دون انتظار توقيع الاتفاق ، وأن مصر ستعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة لإتمام التنفيذ الكامل . 
وايضا في لقطة عبقرية دعي الرئيس السيسي الرئيس الأميركي ترامب لحضور مراسم توقيع الاتفاق في مصر في حال التوصل إليه ، في إشارة إلى رغبة مصر في أن تكون نقطة التلاقي في السلام ، لا مجرد طرفٍ تابع . 
هذه التصريحات تحمل في ثناياها رسالة قصيرة وواضحة : 
مصر ليست طيفًا في السياسة الدولية ، بل فاعل مؤثر ، يضع شروطه ، ويُطلب رأيه ، ولا تُفرض عليه مواقف .
وفي خضم كل ذلك ، يفرح الشعب المصري بإنجازاته ، من صعود المنتخب لكأس العالم إلى استقرار البلاد وسط عواصف المنطقة ، وكلها دلائل أن مصر تسير في الطريق الصحيح ، بقيادة رجلٍ حكيم ورؤية بعيدة الأفق ، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي أثبت للعالم أن السلام يحتاج إلى
قوة ، والقوة تحتاج إلى حكمة .
و في الخاتمة نقول :
حين تُجمع القوة والحكمة ، تُولد دولة لا تُقهر بقوة السلاح وحده بل بثقة شعبها ، ووضوح رؤيتها ، وقوة حوارها .
مصر اليوم ليست فقط على الطريق الصحيح ، بل هي صانعة الطريق للسلام والاستقرار ، في زمنٍ تلتبس فيه المعارك وتتشابك المصالح .
تحيا مصر ، تحيا القوة، تحيا الحكمة ، تحيا الدولة التي تُعلّم العالم معنى الكرما

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot