سلسله تخيليه "حوار مع الشيطان "
فى ليله داكنه سكنت فيها السماء بلا نجوم وبينما كنت ارتشف قهوتى فى زاويه غرفتى الهادئة وجدت على سطح المكتب رساله غريبة كتبت بحروف خافته:
"هل تجرؤ على الحوار معى؟-"الشيطان "
سألته بدهشه:
لماذا انت هنا؟
ابتسم فى سخريه واجاب:
لان البشر يتهموننى بكل شيء، ظانين اننى السبب الوحيد لكل الشرور، أردت فقط أن استمع لما فى ذهنك..ربما تنصفنى!
قلت :
لكن اليست مهمتك الاساسيه اغواء البشر؟
رد وهو يرفع حاجبية باستنكار:
وظيفتى ان اوسوس، لكن القرار دائما بيدكم، انا اعرض الفكره وانتم تقررون تنفيذها، الحقيقه ان أكثر ما يدهشنى ان اغلب الشرور اليوم ترتكب بدون الحاجه إلى وسوستى!
صمت قليلا ثم استكمل بصوت حزين:
انتم البشر تفوقتم علي، اصبحتم تبررون الاخطاء وتزينونها لبعضكم البعض، تبيعون الضمائر بثمن زهيد وتفسدون حياتكم بايديكم "
سألته "
وما الذى يسعدك؟
ابتسم للمره الأولى وقال:
"حين يظن الإنسان أن التوبه مستحيلة، حين يعتقد ان الطريق إلي الله قد انغلق، حين يفقد الأمل، تلك اللحظه تكون لحظه انتصارى الحقيقية "
نظرت اليه بصمت وقد أدركت ان المعركه الحقيقية ليست معه ،بل مع أنفسنا.
وقبل ان يختفى قال:
تذكر..الطريق مفتوح دائما، وما دمت تقاوم....فأنا ضعيف "
اختفى كما ظهر، وترك خلفه العباره نفسها على الورقه لماعه بالحبر:
"لا تخف منى...خف من لحظه استسلامك "
عماد سمير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق