معاكم لينا احمد دبه في سلسلة محاضراتي عن الصحه النفسيه
محاضرة 53 : الوصمة والتمييز تجاه المرض النفسي
الفكرة الأساسية:
المرض النفسي ما عيب ولا ضعف شخصية… هو حالة صحية مثبتة علمياً، مرتبطة بتغيرات في كيمياء الدماغ والعوامل الوراثية والاجتماعية. لكن الخوف من كلام الناس والوصمة الاجتماعية بيخلي المريض وأسرته يعانوا بصمت
أولاً: تعريف الوصمة
الوصمة (Stigma) في علم النفس الاجتماعي تعني الصور النمطية السلبية والأحكام المسبقة المرتبطة بمرض معين، واللي بتخلي المجتمع يتعامل مع المريض باعتباره "مختلف" أو "خطر".
ثانياً: أشكال الوصمة في المجتمع
وصمة عامة: المجتمع ينظر للمريض النفسي كمجنون أو ضعيف.
وصمة داخلية (العار الذاتي): المريض نفسه يصدق إنو أقل من غيرو
وصمة مؤسسية: وجود تمييز في أماكن العمل، المدارس أو حتى في الخدمات الطبية
ثالثاً: آثار الوصمة (مدعومة علمياً)
منظمة الصحة العالمية (WHO) بتقول إنو الوصمة واحدة من أكبر العوائق أمام العلاج النفسي
أكثر من 1 من كل 8 أشخاص في العالم (حوالي 970 مليون شخص) بيعانوا من اضطراب نفسي أو عقلي (WHO, 2022).
في العالم العربي، تشير بعض الدراسات إلى أن نسبة انتشار الاكتئاب تتراوح بين 15 – 20% وسط الشباب
الأشخاص البتعرضوا للوصمة أقل احتمالية يطلبوا مساعدة، وبعض الدراسات بتقول إنو 40% من المصابين ما بيلجأوا للعلاج بسبب الخوف من كلام الناس
الوصمة تؤدي لزيادة معدلات العزلة الاجتماعية، ومحاولات الانتحار بتزيد بشكل واضح وسط الفئات الأكثر عرضة
رابعاً: أمثلة من الواقع
شخص بيعاني من اكتئاب، بدل ما يلقى دعم يقولوا ليه "شد حيلك، إنت ضعيف"
أم عندها طفل عندو اضطراب طيف التوحد، تفضل تخبيه وما تطلب مساعدة خوفاً من "الفضيحة".
خامساً: كيف نكسر الوصمة؟ (حلول عملية وعلمية)
1. التثقيف النفسي (Psychoeducation): نشر معلومات علمية عن الأمراض النفسية في المدارس، الإعلام، أماكن العبادة
2. اللغة المحترمة: بدل كلمة "مجنون" نقول "شخص عنده اضطراب نفسي".
3. قصص الناجين: مشاركة تجارب الناس المتعافين بتكسر الحاجز والخوف
4. دعم مبكر: كل ما المريض بدأ علاج بدري، نسبة التعافي أعلى (تصل في بعض الحالات لأكثر من 70%)
5. مناصرة حقوقية: نطالب بسياسات تمنع التمييز ضد الأشخاص ذوي الاضطرابات النفسية في العمل والتعليم
الخاتمة:
كسر الوصمة ما مسؤولية فرد واحد… دي مسؤولية مجتمع كامل. العلم بيأكد إن الأمراض النفسية قابلة للعلاج، وإن الدعم الاجتماعي بيضاعف فرص التعافي. لما نتعامل مع المريض النفسي بإنسانية، نحن ما بنغير حياته بس… نحن بنغير المجتمع كله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق