الاثنين، 7 يوليو 2025

🚦 «على الطرق المصرية… دماء بريئة وسرعات قاتلة»

حين تتحول عجلة القيادة إلى سلاح.. وحان وقت المراقبة الذكية على الطرق
 بقلم : ماهر حسن محمد مفتاح
كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي
مقدمة: على الأسفلت.. وطن ينزف
في كل يوم، تصحو مصر على خبر مأساوي جديد: حافلة انقلبت، سيارة نقل أطاحت بعشرات الأرواح، ميكروباص تسابق شبح الموت على الأسفلت وفاز به…
الطرقات المصرية، يا سادة، لم تعد مجرد طرق، بل تحولت إلى مسارح يومية لنزيف الدماء.
وفي لحظة فارقة، وجب أن نسأل أنفسنا: إلى متى تظل الأرواح المصرية رخيصة أمام رعونة السائقين وغفلة الرقابة؟
بالأرقام: الموت على الطرق
تشير تقارير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى أن عام 2023 شهد 7,600 حالة وفاة على الطرق المصرية، و56,900 إصابة، وخسائر اقتصادية تتجاوز 40 مليار جنيه سنويًا بسبب الحوادث.
وتظل السرعة الزائدة، والقيادة المتهورة لشاحنات النقل والميكروباصات، أهم أسباب هذه الكارثة المتكررة، بنسبة تزيد على 65% من الحوادث.
الفكرة: المراقبة الذكية… بين البيت والسيارة
في دول العالم المتقدم، لم يعد من الممكن لسائق متهور أن يفلت من عين القانون، بفضل انتشار ملايين الكاميرات على الطرق والبيوت والمحلات.
لكننا هنا في مصر نواجه تحديًا أكبر: شبكة طرق واسعة، وجهود بشرية محدودة، وملايين المركبات.
فلماذا لا نفكر خارج الصندوق، ونخترع حلاً مصريًا ذكيًا، يلبي الحاجة ويوقف النزيف؟
المشروع: «عين مصرية على الطريق»
نقترح اليوم، على مائدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مبادرة وطنية لتشديد الرقابة على الطرق المصرية عبر:
🔷 جهاز ذكي صغير الحجم، منخفض التكلفة، يتم تركيبه على مقدمة كل سيارة نقل وميكروباص، وربطه إلكترونيًا بالمرور.
مواصفات الجهاز:
كاميرا عالية الدقة لتصوير الطريق والسائق لحظة بلحظة.
حساس سرعة متصل بعداد السيارة.
شريحة موبايل تبعث بالإشارات إلى غرفة عمليات المرور في الوقت الفعلي.
إنذار صوتي للسائق عند تجاوزه السرعة القانونية.
قدرة على تسجيل مقاطع فيديو عند ارتكاب المخالفة.
كيف يعمل؟
بمجرد تشغيل السيارة، يجب أن يكون الجهاز مفعلًا.
وأي سيارة تتحرك على الطرق السريعة بدون تشغيل الجهاز تعتبر مخالفة جسيمة، ويحق للمرور سحب رخصتها فورًا.
تُجمع البيانات تلقائيًا، وتُنذر السائق، وتُسجل في سجله المروري.
لماذا هذا المشروع؟
✅ حماية أرواح المصريين والحد من النزيف اليومي على الطرق.
✅ إشاعة ثقافة الخوف من القانون والالتزام به بين السائقين.
✅ مراقبة ذاتية دائمة بتكلفة أقل من تركيب ملايين الكاميرات الحكومية الثابتة.
✅ بناء قاعدة بيانات دقيقة عن حركة النقل والقيادة على الطرق المصرية.
✅ دعم جهود وزارة الداخلية في إحكام السيطرة على الطرق دون تحميلها أعباء إضافية.
النداء: لا وقت للتردد
يا سادة…
في زمن الذكاء الاصطناعي، لم يعد مقبولاً أن نودع عشرات الآلاف سنويًا بسبب رعونة وإهمال، ونحن نملك عقولًا وقدرات وإرادة سياسية قوية.
إن دماء المصريين على الطرق ليست قدَرًا محتومًا… بل إهمالٌ يمكن وقفه.
ندعو السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، صاحب الرؤية الطموحة واليد الحاسمة، إلى تبني هذه الفكرة الوطنية كجزء من مشروع «مصر الرقمية».
وندعو وزارة الداخلية ووزارة النقل وغرف النقل البري إلى دراسة الفكرة وتطبيقها تدريجيًا، لنحفظ أرواح الناس ونبني نموذجًا حضاريًا جديدًا على الأسفلت المصري.
الخاتمة: من هنا يبدأ الطريق
أيها السادة…
حين نخترع الحل من رحم الحاجة، نكتب تاريخًا جديدًا.
فلنبدأ الآن، بجهاز صغير قد ينقذ آلاف الأرواح، ويوقف عشرات الآلاف من الحوادث، ويعيد الثقة في الطرق المصرية.
لأن كل روح مصرية… تستحق أن نحميها.

هناك تعليق واحد:

  1. احسنت النشر يا استاذ ماهر، أنا على مدار الثلاث سنوات السابقه لا أرى أي وجود لإدارة المرور لا داخل المدن و لا على الطرق السريعة

    ردحذف

Post Top Ad

Your Ad Spot