🖋/م.عماد سمير
في نهاية العام، لا تُغلق الأبواب وحدها، بل تُفتح المرايا. تقف أمام نفسك بلا زينة، بلا أعذار، وتسأل السؤال الذي يهرب منه الجميع: ماذا تبقى منك؟
ليس السؤال عن المال الذي أنفقته، ولا عن الصور التي نشرتها، ولا عن الضجيج الذي صنعتَه لتقنع الآخرين أنك بخير. السؤال أعمق، وأقسى، وأصدق. ماذا تبقى من روحك بعد عامٍ كامل من الركض؟ ماذا تبقى من أحلامك بعد أن ساومتَ عليها مرةً بعد مرة؟
يمر العام كساعةٍ رملية مقلوبة. حبات العمر تسقط بصمت، واحدةً تلو الأخرى، بينما ننشغل بعدّ إنجازاتٍ لا نتذكر طعمها، وخساراتٍ لم نمنحها حق الحزن. نؤجل أنفسنا بحجة الغد، حتى يصبح الغد عادة، وتصبح العادة حياة لا تشبهنا.
ماذا تبقى منك بعد أن استنزفتك المعارك الصغيرة؟ بعد أن استهلكك الغضب، وأرهقك القلق، وعلّمتك الخيبات كيف تبتسم في العلن وتنهار في الخفاء؟ هل تبقى إنسانًا أم مجرد دور تؤديه بإتقان؟
ربما تبقى بعض الندوب. والندوب ليست ضعفًا، بل دليل نجاة. تبقى دروسٌ تعلمتها متأخرًا، وأسماءٌ رحلت لكنها تركت أثرًا، وأحلامٌ لم تمت تمامًا لكنها تنتظر شجاعة العودة.
تبقى أيضًا تلك اللحظات القليلة التي كنت فيها صادقًا مع نفسك: قرار لم تُساوم فيه، كلمة حق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق