حين تسقط أسطورة « الناشط الحقوقي » وتنكشف أوهام الحرية المستوردة !!!
و أسطورة الناشط الحقوقي تنهار : علاء عبد الفتاح بين قضاء مصر وازدواجية بريطانيا !!!!
حقوق الإنسان أم هندسة الفوضى ؟
قصة علاء عبد الفتاح مع بريطانيا !!
من « ناشط حقوقي » إلى عبء سياسي: كيف تراجعت بريطانيا عن علاء عبد الفتاح !!!
كلها عناوين لمفهوم واحد عن معني حقوق الإنسان و استغلالها ؛؛؛؛؛؛
بقلم: ماهر حسن مفتاح
كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي
لم يعد الغضب الشعبي في مصر تجاه التدخلات الخارجية غضبًا عاطفيًا عابرًا بل أصبح وعيًا متراكمًا بخطاب زائف يتكرر منذ عقود تتغير وجوهه وتبقى أدواته .
وفي القلب من هذا المشهد يبرز اسم علاء عبد الفتاح الذي أُعيد تقديمه خارجيًا باعتباره
« ناشطًا حقوقيًا » بينما يراه قطاع واسع من المصريين نموذجًا صارخًا لتسييس مفهوم الحرية واستخدامه ضد الدولة الوطنية .
بريطانيا الدولة ذات التاريخ الاستعماري الثقيل في منطقتنا قررت مرة أخرى أن تلعب دور الوصي الأخلاقي متجاهلة سياق الدولة المصرية وأحكام قضائها وإرادة شعبها لتمنح الحماية السياسية والإعلامية لشخص أدين وفق القانون المصري .
وهو مشهد يعيد إلى الأذهان نمطًا قديمًا :
حماية الخارج لمن يخدم روايته لا لمن يمثل الحقيقة .
لكن المفارقة الكبرى – التي أسقطت ورقة التوت سريعًا – جاءت حين أُعيد تداول تدوينات قديمة لعلاء عبد الفتاح احتوت على خطاب صادم لا يمكن تبريره تحت أي شعار حقوقي أو ثقافي . عندها لم تتردد بريطانيا ولا المنصات التي طالما دافعت عنه في التراجع خطوة إلى الوراء والاستماع إلى صوت « الأمن والمصلحة » لا إلى خطاب الحرية الذي طالما صدّرتْه .
الاعتذار السريع والتبرير المتعجل لم يكونا دفاعًا عن قيم بل محاولة لإنقاذ الصورة .
وهنا تتجلى الحقيقة بوضوح :
الحرية التي تُروَّج ليست مطلقة،
وحقوق الإنسان ليست مبدأ ثابتًا
بل أداة تُرفع أو تُسحب حسب درجة الطاعة والالتزام بالدور المرسوم .
علاء عبد الفتاح في هذه اللحظة لم يُسقط فقط صورته كـ« رمز » بل أسقط السردية كاملة :
سردية الناشط النقي والمثقف الثوري والضحية الدائمة .
فحين اصطدم الخطاب بالحقيقة وحين بات عبئًا على من صنعوه سارع الجميع إلى إعادة ضبط المشهد في دليل صارخ على أن « الناشط » في هذا السياق ليس صاحب قضية بل منتج سياسي قابل للاستبدال .
الغضب الشعبي المصري لا يستهدف شخصًا بعينه بقدر ما يستهدف منظومة كاملة :
منظومة تُعيد إنتاج الاستعمار في ثوب ثقافي تتحدث عن الحريات بينما تصنع الفوضى وتدّعي الدفاع عن الإنسان بينما تبتز الدول باسمه .
لقد حاولت بريطانيا – وغيرها – مرارًا أن تُقنع المصريين بأن الخطر على بلادهم يأتي من الداخل فقط متجاهلة تاريخها هي في دعم التطرف وصناعة الأزمات وإعادة تدوير الفوضى تحت شعارات براقة .
لكن الوعي الشعبي بات أكثر صلابة من أن يُخدع بهذه المسرحيات المتكررة .
النقد حق والمعارضة مشروعة والإصلاح ضرورة لكن تحويل « حقوق الإنسان » إلى سلاح سياسي وتحويل « الناشط » إلى أداة ضغط وتحويل الدولة الوطنية إلى متهم دائم هو عدوان فكري لا يقل خطورة عن أي عدوان مباشر .
اليوم لم يعد السؤال :
لماذا عاقبت مصر علاء عبد الفتاح ؟
بل السؤال الحقيقي :
لماذا قررت بريطانيا الدفاع عنه … ثم التراجع عن؟
والإجابة تكشف كل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق