أصبح المال يلعب دوراً كبيراً في الحياة السياسية ، وأصبح هو المسيطر علي الساحة السياسية للأسف الشديد وحيث أن المال السياسي يكاد بل كاد في إفساد السياسة ، فأصبح المواطن يعتبر الإنتخاب موسم حصاد له يحصد فيه ما استطاع ويبحث عن رموز المال السياسي لينتفع منهم ويبع وطنه وضميره ومستقبله ومستقبل بلده وأولاده بعرض قليل من دنس أموال المرشحين ، ولم يمهل نفسه يوماً التفكير أو حتي المراجعة عن التخلي عن هذا الفعل الشنيع ،والتحلى بالأمانة الإنتخابية ، والسؤال يطرح نفسه من الذي يفسد الحياة السياسية هل المواطن أم المرشح ؟؟ فى الحقيقة من وجهة نظرى أن الإثنين فى الجريمة سواء ،( البائع - والمشتري ) فلا آمان لمن باع ولا عهد لمن اشترى ، فضلاً عن أن البائع والمشترى لا علم لهما بحقيقة الشئ المبيع ، ولا يعلم المشتري حقيقة الجرم الذي فعله بل لربما لا يعلم وظيفته تجاه الوطن والمواطن وصلاحياته الممنوحة له عندما يكون عضواً بل إنه (ألف باء ) برلمان بل لا يعطي نفسه وقت ليتعلم لماذا يريد أن يكون ؟ وإن كان ؟ ما الذي يفعله من واجبات تعود بالخير والنفع له وللمواطن ولبلده ، ولكنه بسبب ما قام به من شراء أصوات النفوس الضعيفة ، أصبح بينه وبين سريرته (لا يوجد عنده ثقة في نفسه ) لأنه يعلم تمام العلم أنه لولا المال ، لم يصل لهذا الكرسي لأنه غير محق له ، بل هو عالة علي المجتمع ولا يمتلك مقومات نفسه سوى المال فقط ،، فكيف يكون له أن يراقب حكومة ويشرع قوانين وهو ذاته يحتاج إلى من يراقبه ويشرع له قانوناً يسير عليه خوفاً عليه من الهلاك ، هيهات هيهات لما تتمنون حيث أن الحقيقة التي وراء الستار أنك أردت الكرسى لحماية وخدمة مصالحك الشخصية فقط ، ولكن العيب ليس فيك بل إن العيب كل العيب أولاً ،فيمن يبيعون أصواتهم ومبادئهم وكرامتهم وبلادهم بعرض قليل من الدنيا، بل بدنس من مال المرشح سرعان ما ينتهي هذا الدنس الذي دنست به نفسك ومستقبل أولادك فلا أجد من وصفٍ لفعلك إلا بالخيانة فقد خنت الله والوطن ونفسك وأولادك ، فلا آمان للبائع ولا عهد للشاري ،،،،،
إذَا امتَلأت كَفُ اللَّئيَمِ مِـنَ الغِنَى
تمَايلَ إعجَاباً وقَال أنا أنا
ولكن كَرِيمُ الأصلِ كَالغصن كُلَّمَـا
تحمل أثْمَاراً تواضع َوانْحَنىَ.
في الوقت الذي ينتظر فيه الشارع المصري انتخابات نزيهة عن إرادة حقيقية لمن يستحق الجلوس على الكرسى لا يبتغي بالكرسي سوى وجه الله ، هل تتدخل الدولة ، لترفع القناع عن الوجه القبيح للمال السياسي ، حيث أن المال السياسي أصبح يشكل خطرًا كبيراً على مستقبل مصر، بل إنه يغمر فكرة المنافسة النزيهة، وعندها يتحول البرلمان من ساحة تشريع إلى مزاد علني ، لمن يملك المال هل هذا المنصب تحول من تكليف إلى تجارة، وأخص بالذكر بعض الأحزاب التي نسيت رسالتها الأصلية وأصبحت واجهة للكسب الغير المشروع.
فتكون النتيجة الصادمة المؤسفة هي أن الثقة في الحياة الإنتخابية الفردية والحزبية تنهار تدريجيًا، بسبب المال السياسي ، فالسؤال الذي حير الأذهان والأوطان لماذا يدفع المرشح هذا المال كله من أجل الحصول علي المقعد ؟ في ظل أن المبالغ التى يدفعها لم يتحصل عليها إطلاقاً من خلال وظيفته أم يريد أن يتربح من الوظيفة ويثرى بدون سبب على حساب الآخرين !! فضلاً عن أن أقواله تخالف أعماله قد يعطي وعود للمواطنين ليست صلاحياته أصلاً، وعند نجاحه لم ولن تراه مرة ثانية إلا قبل إنتهاء الدورة الإنتخابية فالأمر يحتاج إلى وقفة من الدولة ضد المرشح الفاسد والمواطن الفاسد الذي يبيع صوته .
ويبقى السؤال ؟؟؟
هل تتدخل الدولة لإعادة إعمار وتحسين وضبط المشهد السياسي وإنقاذ ما تبقى من هيبة العمل السياسي؟؟
الله ينور يا مستشار
ردحذف