الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

ماذا بينك وبين الله يا سيسي ؟ “ ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين . ” — [ الأنفال : 30 ]

بقلم : ماهر حسن مفتاح
 كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي 
في مشهدٍ سيبقى محفورًا في ذاكرة السياسة العالمية ، جلس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جوار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي .
جلس ترامب على طرف الكرسي ، بينما جلس السيسي في مركز الثقة والثبات . 
مشهدٌ عكسيٌّ تمامًا لما اعتدنا عليه من رؤساء العالم أمام أمريكا .
وكأنّ التاريخ أراد أن يعلن أن زمن الانكسار قد انتهى ، وأن مصر عادت .
فبعد سنوات من محاولات التهميش والمكر والمليارات التي صرفت لانتزاع دورها من المنطقة ، عادت مصر بقوةٍ لتُمسك خيوط اللعبة كلها .
لم تعد مصر مجرد دولةٍ كبيرة في الشرق الأوسط ، بل أصبحت قلب التوازن في المنطقة ، تحجّ إليها زعماء العالم ، ويجلس على أبوابها الكبار قبل الصغار .
ها هو الرئيس عباس في مقدمة من يجلس إلى جوار السيسي ، وها هو ترامب نفسه ، الذي كان يومًا ما يُملي شروطه على الجميع ، يلتقط صورًا تذكارية في إطار مستوحى من روح فلسطين التي تصر مصر على إعمارها لا على تهجيرها .
وفي الوقت الذي انهارت فيه دولٌ أمام مؤامرات الخارج والداخل ، كانت مصر تُعيد صياغة حضورها من جديد  —  بحكمة قيادتها ، وقوة جيشها ، وصبر شعبها .
قالوا إن مصر انتهت ، فإذا بها تعود أقوى .
قالوا إنها ستُقصى ، فإذا بها تُقصي المخططات عن المنطقة كلها .
اليوم، مصر ليست فقط حاضرة في إعمار غزة ، بل حاضرة في وعي العالم ، في خطاب الإنسانية ، وفي معادلة القوة التي لا تُشترى بالمال ، بل تُصنع بالعزيمة والإيمان .
إنها مصر التي رفضت التهجير وقالت “ لا ” في وجه كل من أراد أن يعبث بأمنها أو بعقيدتها أو بدورها التاريخي .
إنها مصر التي تعلمت من التاريخ كيف تُصبر وتُدبّر ، وكيف تُقاتل بالوعي قبل السلاح .
مصر اليوم في عيدٍ حقيقي  —  عيد فخرٍ وكرامةٍ وعزةٍ ،
عيد شعبٍ وجيشٍ ورئيسٍ أثبتوا للعالم أن الله لا يخذل من كانت نيته خالصةً لوطنه وأمته .
تحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot