ابانوب رفعت
لطالما كانت كرة القدم المصرية قوة كبرى في القارة الإفريقية، حيث حققت أندية مثل الأهلي والزمالك بطولات قارية ومحلية عديدة، ولكن في السنوات الأخيرة، شهدنا تراجعًا واضحًا في الأداء على المستويين المحلي والإفريقي. فما الأسباب وراء هذا التراجع؟ وهل هناك أمل في استعادة الريادة الكروية؟
أسباب التراجع
1. سوء التخطيط الإداري
تعاني معظم الأندية المصرية من إدارة غير مستقرة، حيث تتغير الأجهزة الفنية والإدارية بشكل متكرر، مما يؤثر على استقرار الفرق.
غياب الرؤية طويلة المدى، إذ تركز بعض الإدارات على النجاح السريع بدلاً من بناء فرق قوية للمستقبل.
2. الأزمات المالية
تعاني العديد من الأندية، باستثناء القلة القادرة على التمويل، من أزمات مالية حادة تؤثر على التعاقدات ورواتب اللاعبين.
الاعتماد على موارد محدودة وعدم وجود استثمارات حقيقية داخل الأندية.
3. تراجع مستوى الدوري المحلي
ضعف المنافسة في الدوري المصري، حيث يعتمد بعض الفرق على الدفاع فقط، مما يقلل من تطور اللاعبين فنيًا وتكتيكيًا.
التوقفات الطويلة بسبب الارتباطات الدولية والتأجيلات تؤثر على إيقاع اللاعبين.
4. ضعف قطاع الناشئين
عدم الاستثمار في أكاديميات الشباب بالشكل الكافي.
غياب خطط تطويرية واضحة لاكتشاف المواهب وصقلها كما تفعل الأندية الأوروبية والإفريقية الكبرى.
5. التأثير السلبي للتحكيم وإدارة المسابقات
قرارات تحكيمية مثيرة للجدل تؤدي إلى فقدان الثقة في المنظومة.
ضعف تنظيم المسابقات المحلية يؤثر على استعداد الأندية للمنافسات القارية.
6. هجرة المواهب
اتجاه العديد من اللاعبين الشباب للاحتراف في الدوريات العربية أو الأوروبية بسبب العروض المغرية، مما يضعف المنافسة في الدوري المحلي.
عدم قدرة الأندية المصرية على الاحتفاظ بنجومها بسبب الإغراءات المالية من الخارج.
كيف يمكن استعادة الريادة؟
1. تطوير الإدارة الرياضية
تبني استراتيجيات واضحة تعتمد على الاستقرار والتخطيط طويل المدى.
استقدام خبراء في الإدارة الرياضية لتطوير الأندية.
2. زيادة الاستثمارات في الناشئين
إنشاء أكاديميات قوية والعمل على تطوير المواهب محليًا.
الاستفادة من التجارب الناجحة في أوروبا وإفريقيا في تطوير اللاعبين الصغار.
3. تحسين جودة الدوري المحلي
تقليل عدد التوقفات وإدارة الجدول بشكل احترافي.
تشجيع الأندية على تقديم كرة هجومية أكثر تطورًا.
4. الاعتماد على التكنولوجيا في التحكيم
تطبيق تقنية الـVAR بشكل فعال للحد من الأخطاء التحكيمية المؤثرة.
تطوير منظومة التحكيم من خلال برامج تدريبية للحكام.
5. تحفيز الاستثمار في الأندية
فتح المجال أمام القطاع الخاص للاستثمار في الأندية المصرية.
زيادة عوائد البث التلفزيوني والرعاية التجارية لتحسين الوضع المالي.
خاتمة
رغم التراجع الملحوظ، فإن كرة القدم المصرية تمتلك الإمكانيات اللازمة لاستعادة مكانتها القارية. ولكن ذلك يتطلب إصلاحات شاملة على مستوى الإدارة، البنية التحتية، وقطاع الناشئين، بالإضافة إلى تحسين جودة المنافسة المحلية. فهل نشهد قريبًا عودة الأندية المصرية للتألق في المحافل الإفريقية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق