الأحد، 13 يوليو 2025


 حقوق الإنسان المسكوت عنها ؟؟؟         ( ١ )

أليست تنمية الوطن وحياة كريمة للإنسان من أبسط حقوق الإنسان المغيّبة ؟

مدينة فوه.. كرامة المكان والإنسان بين ضفاف النيل وعبق التاريخ


مدينة دلتاوية تقاوم الإهمال كما قاومت الغزاة


 بقلم : ماهر حسن مفتاح

كاتب صحفي وخبير في الاقتصاد السياسي


> "  حق الإنسان في حياة كريمة مقدم على أي حق آخر  ."

الرئيس عبد الفتاح السيسي


بهذه الكلمات الحاسمة 


للرئيس عبد الفتاح السيسي 


نؤكد نحن أبناء مدينة فوه أن حقنا في العيش الكريم في مدينة تليق بنا وبتاريخنا وهويتنا هو حق إنساني أصيل، وأن الدفاع عنه واجب وطني قبل أي شيء .

ومن موقعي

(  كعضو في المركز العربي الأفريقي الدولي لحقوق الإنسان ) ، أفتخر بأنني أنتمي إلى هذه المؤسسة العريقة المدافعة عن كرامة الإنسان ، وأرى أن الدفاع عن حق مدينتي في التطوير والنهوض ليس رفاهية، بل واجب وطني وإنساني لا يقل عن أي حق آخر .


من حقنا أن نحيا في مدينة تحفظ كرامتنا وتاريخنا


لقد ولدتُ هنا، في مدينة فوه، بين طيبة شعبها وأحيائها التي تفوح منها رائحة الكليم والسجاد اليدوي ، وتزين سماءها مآذن أكثر من ٣٦٥ مسجدًا ، مساجد أولياء الله الصالحين الذين يمتد نسب بعضهم إلى سيدنا النبي محمد ﷺ.

هذه المساجد الشاهقة ومآذنها العريقة تشهد على عظمة التراث الإسلامي للمدينة ، وتنساب روح المكان فيها بين الجمال والبساطة والقدسية .


إن الحق في أن تعيش في مدينة كهذه ليس ترفًا ، بل حق إنساني أصيل .

 أن ترى مدينتك جميلة ، متناسقة ، تفوح منها رائحة الماضي وتشرق بملامح الحاضر ، هو حق لا يقل عن أي حق آخر في الحياة الكريمة .


مدينة فوه.. على نهر النيل وعاصمة دلتاوية قديمة


تقع مدينة فوه في قلب دلتا النيل ، في محافظة كفر الشيخ، على الضفة الغربية للنهر النيل الخالد .

هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها في بعض العصور القديمة عاصمة إقليمية للدولة الفرعونية ، فقد أشار بعض المؤرخين إلى أن منطقة فوه كانت مركزًا مهمًا لإدارة الشمال ضمن التقسيمات الإدارية في مصر القديمة .


كما أنها صمدت على مر العصور في وجه الغزاة ، ولم يستطع الفرنسيون خلال حملتهم على مصر عام 1798 دخولها ، بفضل مقاومة أهلها وموقعها الحصين ، لتبقى دائمًا رمزًا للصمود والكرامة .


مدينة الطرابيش والصناعات اليدوية


لم يكن موقعها وحده سر عظمتها ، بل أيضًا ما أبدعته من صناعات متقنة ظلت شاهدًا على أصالتها .

في عهد محمد علي باشا، باني الدولة المصرية الحديثة ، أصبحت فوه مركزًا لصناعة وتصدير الطرابيش ، الزي الرسمي للسلطنة العثمانية في ذلك الوقت .

وكان بها مصنع الطرابيش الذي لبّى احتياجات الدولة العثمانية طوال سنوات حكمها ، ولا تزال بوابة هذا المصنع الأثرية قائمة إلى اليوم ، رمزًا لصناعة المدينة وهويتها وحرفيتها .


كما ظلت صناعة الكليم والسجاد اليدوي والنحاسيات حاضرة حتى اليوم، تحمل هوية أهلها وأصالة مصر .


رؤية تنموية تحفظ الهوية وتعيد فوه لمجدها


ولهذا، وضعنا دراسة فنية شاملة لتطوير مدينة فوه وإبراز هويتها الإسلامية والتاريخية .

وتركز هذه الرؤية على :

✅  إبراز الهوية البصرية الإسلامية للمدينة برمز الطربوش، المستمد من مصنعها التاريخي .

✅  تطوير الميادين والواجهات لتصبح أكثر إشراقًا وتناغمًا .

✅  إعادة تأهيل كورنيش النيل بممشى حضاري ومجسمات عائمة .

✅ دعم الصناعات اليدوية المتوارثة كالكليم والسجاد والنحاسيات .


كما أعددنا فيديو تخيلي يوضح الرؤية لتحفيز المجتمع والمسؤولين على تبني المشروع .


فوه مرشحة لليونسكو.. ويجب أن نعمل معًا


تتمتع مدينة فوه بكل المقومات التي تؤهلها لإدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بما تحمله من طراز إسلامي عريق وصناعات تقليدية نادرة وموقع مميز على ضفاف النيل .

إدراجها في هذه القائمة سيعيد لها مكانتها المستحقة على خريطة السياحة والتراث العالميين .


دعوة جماعية لإنقاذ مدينة فوه


لقد أعادت الجمهورية الجديدة الأمل بأن أحلام الأفراد يمكن أن تتحقق إذا حملوها بإخلاص .

لهذا، ندعو جميع الأطراف  —  أهل المدينة ، رجال الأعمال، المجتمع المدني، والجهات الرسمية  —  أن نتكاتف معًا من أجل مستقبل مدينة فوه ، لتعود كما كانت : رمزًا للحضارة ومصدرًا للفخر لكل المصريين .


مدينة فوه.. عبقرية المكان وصمود الإنسان


في النهاية، نقولها بصوت واحد :

نحن أبناء مدينة فوه، نحمل تاريخها، نصون حاضرها ، ونعمل من أجل مستقبلها .

مدينة فوه ليست مجرد مدينة ، بل عبقرية المكان وكرامة الإنسان .

فلنضعها جميعًا في أبهى صورة، كما يليق بتاريخها وأهلها ومكانتها .


 الخاتمة :


> في النهاية ، نواصل هذه السلسلة لنكشف كيف أُهملت حقوق الإنسان الحقيقية لصالح مجرد شعارات الحريات والديمقراطية ، التي باتت ذريعة لتدخل القوى العظمى في شؤون الدول النامية .


انتظرونا في المقال القادم لنكمل هذا الملف الشائك بجرأة وموضوعية و افكار مبتكره صالحه للتطبيق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot