بقلم ✍ اهاب حمدي درويش
الذي حدث في صفقة التبادل لم يكن مجرد "أخذ وعطاء"، بل كان مسرحًا لحرب رمزية بين إسرائيل والمقاومة، حيث حاول كل طرف كتابة روايته أمام العالم:
إسرائيل.. كيف تصرفت؟
قامت إسرائيل بإلباس الأسرى الفلسطينيين "تيشرتات" تحمل نجمة داوود وعبارة "لن ننسى.. وإننا راجعون"، بهدف:
إظهارهم في صورة الخاضعين لرمز الدولة الصهيونية.
التأثير النفسي عليهم بزرع فكرة الخسارة حتى أثناء عودتهم لمنازلهم.
تلميع صورتها أمام الغرب بأنها "الضحية التي تتفاوض".
كيف ردت المقاومة؟
المقاومة بدورها حولت المشهد إلى إعلان وحدة عربية عبر رفع أعلام مصر والدول العربية خلف الأسرى، وذلك من أجل:
توجيه رسالة لإسرائيل بأن القضية الفلسطينية ما زالت في قلوب العرب رغم موجة التطبيع.
تعزيز الشعور لدى الفلسطينيين بأنهم ليسوا وحدهم، وأن تحرير الأسرى انتصار للمقاومة وليس مكرمة من إسرائيل.
الصراع الحقيقي: من يكتب التاريخ؟
إسرائيل تسعى إلى فرض سرديتها بأنها الأقوى حتى وهي تقدم تنازلات، بينما تثبت المقاومة أن صمود الأسرى والأعلام العربية هما من كسرا كبرياء الاحتلال. هذا المشهد يعيد التذكير بأن الحرب ليست فقط على الأرض، بل أيضًا على الوعي الجمعي: من الذي يسيطر على الصورة في ذاكرة الشعوب؟
الخلاصة:
صفقة التبادل توضح أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد فقط حربًا بالسلاح، بل تحول إلى حرب على وسائل التواصل والإعلام. إسرائيل تستخدم الرموز لمحاولة محو الهوية الفلسطينية، بينما ترد المقاومة بـ رمزية الوطن العربي لتأكيد أن القضية ما زالت حية ومستقبلها لم يُحسم بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق