بقلم [ محمد بطل ]
منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة باتت مأساة المدنيين مادة يومية على شاشات العالم.
وسط الركام يصرخ الأطفال وتُشيّع الجنازات وتُهدم المنازل على رؤوس ساكنيها لكن خلف هذا المشهد الدامي هناك صفقات تُحاك ودماء تُستثمر ومعاناة تُستغل .
حماس.. بين المقاومة والتجارة السياسية
لطالما رفعت حركة حماس شعار المقاومة وقدّمت نفسها كحامية للحق الفلسطيني لكن الواقع الميداني يكشف وجهاً آخر .
فكلما اشتدت الحرب ازدادت مكاسبها السياسية سواء عبر التأثير الشعبي أو من خلال المفاوضات غير المباشرة التي تُدر لها دعماً مادياً أو مواقف إقليمية داعمة.
الأدهى من ذلك أن الحركة لا تتوانى عن جعل المدنيين دروعًا بشريةوتوجيه الحرب نحو مناطق مأهولة ما يجعل من الضحايا ورقة ضغط تُستخدم في المحافل السياسية .
إسرائيل.. الدولة التي تتاجر بأسراها
على الجهة الأخرى لا تقل إسرائيل براعة في استغلال الورقة الإنسانية فهي تُظهر حرصًا كبيرًا على استرجاع أسراها وجنودها المحتجزين لدى حماس وتدخل مفاوضات طويلة وصعبة في سبيل ذلك لكنها في الوقت نفسه تستخدم ملف الأسرى كأداة ضغط لتحقيق أهداف سياسية
وتغذي بها شعورًا قوميًا داخليًا يخدم الأحزاب اليمينية المتطرفة. كما أنها تستثمر هذا الملف لتبرير تصعيدها العسكري وتقديم نفسها كضحية في الساحة الدولية .
الشعب الضحية الوحيد ؛
بين هذا وذاك، يبقى الشعب الفلسطيني في غزة هو الضحية الأولى. المدنيون يُذبحون في المعارك وتُدمر بيوتهم ويُستخدمون كورقة مساومة .
في الوقت نفسه يُستغل الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية كأرقام قابلة للتفاوض لا كأشخاص ذوي حقوق إنسانية.
الخاتمة : من يدفع الثمن؟
إنها تجارة دموية لا رابح فيها سوى من يتقن اللعب على الحبال السياسية وخاسرها الوحيد هو الإنسان .
وبينما تتسابق حماس وإسرائيل على تحقيق مكاسب من وراء الحرب يظل السؤال مفتوحًا ' من يعيد لأمهات غزة أبناءهن ؟ ومن يعيد للأسرى كرامتهم وإنسانيتهم ؟ وهل سيأتي يوم تتوقف فيه المتاجرة بآلام الناس باسم "الوطن" و"الأمن"؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق