ياسبن شوقى: شياطين النار في القرن الأفريقي
القرن الأفريقي هو ذلك الجزء الممتد غرب البحر الأحمر(الصومال.جيبوتي.أريتريا) في الأول من يناير 2024 أبرمت أديس أبابا أتفاقا مع اقليم أرض الصومال الانفصالي صوماليلاند، آبي أحمد رئيس الوزراء الاثيوبي وموسي بيهي عبدي زعيم الانفصاليين يقضي باستخدام سواحل الإقليم علي خليج عدن بالتحديد ميناء بربرة الواقع تحت سيطرة الانفصاليين،لأغراض تجارية وعسكرية ربما ،أطماع اكبر في الحقيقة،تحقيق الحلم الأثيوبي الأكبر وهو امتلاك أسطول عسكري أو بحري وتجاري بغرض الصيد في البحر الأحمر،والبحث عن موطئ قدم علي ساحل البحر الأحمر وباب المندب.
الدولة الحبيسة تسعي للتحرر والبحث عن نافذة،علي أحد أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم. حتي ولو بالإيجار في المقابل اول اعتراف رسمي دولي من اثيوبيا للأقليم الانفصالي.
هناك العديد من القوي الإقليمية والدولية تمرح في القرن الأفريقي ،لاننسي صورة وزير الدفاع الصومالي محمد نور حينما وقف أمام لوحة فنية ،للأسطول العثماني في خليج عدن ،وقد تلقي سالف الذكر تعليمه في تركيا فترة شبابه.
-وقعت تركيا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الصومال ،تجارية/عسكرية/استخباراتية.
-البحر الأحمر لايقل أهمية في حجم الثروات الطبيعية عن الأبيض ،من غاز ونفط ،أنها الأخ الحقيقي والموثوق به دائماً هكذا وصف الرئيس الصومالي "حسن شيخ محمود"تركيا في مراسم إستقبال سفينة البحث والاستكشاف التركية "الريس عروج"في أكتوبر الماضي.
-لم نأتي طمعا في أي شئ أتينا للصومال من أجل بناء الموانئ ومكافحة الإرهاب والقرصنة والصيد غير القانوني.بل وبناء قاعدة فضائية بجانب العسكرية ،لتجربة أطلاق الصواريخ الباليستية.
-أغلقت مقديشو العاصمة الصومالية في أبريل قنصليتي أثيوبيا في منطقتي أرض الصومال و بونتلاند اللتين تتمتعان بما يشبه الحكم الذاتي منذ عام 1991
لأن الصومال مقسمة الى 5اقاليم .تحت وصاية الحكومة الفيدرالية.
ياسبن شوقى: -استضافت أسمرة العاصمة الأريترية في أكتوبر قمة ثلاثية جمعت بين سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي -مع كلا من أسياس افورقى الرئيس الاريتري و الصومالي حسن شيخ محمود ،رافقه بيان مشترك يؤكد على دعم وحدة وسيادة الصومال علي أراضيه وتطوير التعاون المشترك بين الدول الثلاث في كافة المجالات.
-في أغسطس الماضي قامت الحكومة المصرية عن نواياها في المشاركة بالبعثة الجديدة لحفظ السلام في الصومال "اوسوم"(AUSSOM)المتوقع انطلاقها مطلع العام المقبل.
-العيون التركية علي منطقة القرن الأفريقي تعود لعقود طويلة،حيث يعود الوجود التركي في الصومال الي عام 1993،وزيارة أردوغان عام 2011.تطورت العلاقة فيما بعد عام 2017الي افتتاح قاعدة تركسوم العسكرية،مرورا بتأسيس تركيا مقر شرطة خاص في مقديشو بأسم الفهد.عام 2019.
ايام في نهاية هذا العام 2024 سيحدث أمر هام علي أرض الصومال ،انسحاب قوات حفظ السلام "ATMIS"التابعة لللإتحاد الافريقي،والفراغ الأمني الكبير الذي ستتركه وراءها،يمكن أن تتخذه حركة الشباب المجاهدين التابعة لتنظيم القاعدة وهي واحدة من اشرس التنظيمات المتطرفة المسلحة في افريقيا.
-دخلت كلا من أيران وإسرائيل والصين علي الخط أيضا في هذه المنطقة.
-وقد اتخذت القيادة السياسية المصرية قرار بنشر ٥ آلاف جندي مصري في الصومال ،الامر الذي أقلق أديس أبابا كثيراً ،ولما لا فالجيش المصري يمكن أن يدق ابواب أعداءه كيفما شاء ووقتما شاء.
-مسرح القرن الأفريقي مشتعل وفي حالة غليان ضربات الحوثي في البحر الاحمر،مصالح دولية وإقليمية متضاربة و متصارعة قواعد عسكرية ،نزاعات دبلوماسية بين العديد من القوي.
هل سيؤدى هذا المشهد لحرب بالوكالة في القرن الأفريقي مطلع العام المقبل 2025؟
-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق